قطّات غداء.. فرض «حضوري» يثير جدلًا جديدًا بين المعلمين في المدارس السعودية

أصبح فرض تطبيق «حضوري» الجديد سببًا في عودة نظام وجبات الغداء داخل المدارس للمعلمين والمعلمات، بعد أن ألزمهم بالبقاء لمدة سبع ساعات متواصلة دون انقطاع، ما جعل الحاجة إلى تناول الغداء في المدرسة أكثر ضرورةً من ذي قبل. كشف محمد الزهراني وفهد العتيبي لـ«عكاظ» أن النظام الجديد يمنع المعلمين من الانصراف قبل نهاية الدوام، الأمر الذي دفع البعض إلى الاعتماد على نظام «القطّات» لشراء وجبات الغداء بأثمان تصل إلى 200 ريال أسبوعياً.

تأثير تطبيق «حضوري» على تنظيم وجبات الغداء للمعلمين والمعلمات

أوضح محمد الروقي أن بعض المعلمين يقطعون مسافات طويلة يومياً تصل إلى 300 كيلومتر ذهابًا وإيابًا، مما يجعل توقيت تناول وجبة الغداء في المدرسة الخيار الأنسب لتجنّب التوقفات المتكررة على الطريق خلال العودة إلى المنازل؛ إذ إنه غالبًا ما يصلون قبيل العصر، وهو ما يؤثر على قدرتهم على تناول الطعام خارج المدرسة. من جهة أخرى، أغلب المعلمين يؤكدون أن وجبة الغداء باتت تُؤخذ داخل المدرسة، بعكس النظام السابق الأكثر مرونة الذي كان يسمح لهم بتقديم حصصهم مبكراً والانصراف قبل الظهر، إلا أن توثيق الحضور عبر «حضوري» قلب كل هذه الترتيبات، نظرًا لاستمرار العمل بعد الدوام الرسمي في تحضير الدروس وتصحيح الواجبات ومتابعة العملية التعليمية.

التحديات التي يواجهها المعلمون مع نظام الحضور الجديد وتأثيره على جودة العمل

عدد من المعلمين تساءل عن جدوى إلزامهم بالبقاء داخل المدرسة بعد خروج الطلاب، مؤكدين أن مسؤولياتهم تتجاوز ساعات الدوام الرسمي، بما يشمل التحضير والتقويم وإعداد المواد التعليمية التي تتطلب وقتًا إضافيًا خارج الحصص. هؤلاء المعلمون طالبوا وزارة التعليم بمراجعة قرار التقييد وابتكار نظام حضور يراعي طبيعة عملهم ويمنحهم مرونة أكبر، يتناسب مع احتياجات المرحلة الدراسية التي يدرسونها، مما يعزز تركيزهم وحيويتهم بدلاً من إرهاقهم بالبقاء في المدرسة لفترات طويلة دون جدوى حقيقية.

دور تطبيق «حضوري» في تحسين بيئة العمل التعليمية وضبط نظام الحضور الإلكتروني

وردًا على التساؤلات، بينت وزارة التعليم ضمن تقرير نشرته «عكاظ» بعنوان «ساعات حضوري تفجّر غضب المعلمين.. والتعليم ترد»، أن تطبيق «حضوري» يستهدف تنظيم وتحسين إدارة حضور وانصراف جميع منسوبي المدارس من معلمين وكوادر إدارية، بما يدعم التحول الرقمي ويرفع كفاءة البيئة التعليمية. يعتمد التطبيق على تقنية تحديد المواقع الجغرافية، بحيث يتم توثيق الحضور والانصراف فقط عند التواجد داخل المدرسة، ما يعزز الالتزام ويحسن أداء العمل الإداري والتعليمي، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات يومية على المعلمين الذين باتوا مطالبين بالبقاء لفترات أطول، مما دفعهم إلى استحداث حلول مثل تناول وجبة الغداء داخل المدرسة أو اعتماد نظام القطة لتوفير تكاليف الطعام.

  • التزام الحضور اليومي الكامل حتى نهاية الدوام الرسمي
  • اعتماد تقنية تحديد المواقع لتسجيل الحضور والانصراف
  • عدم السماح بتوثيق الحضور من خارج المدرسة
  • الاعتماد على نظام وجبات الغداء داخل المدرسة لتوفير الوقت
  • زيادة تكاليف وجبات الغداء عبر نظام «القطّات»

يبقى التوازن بين ضبط الحضور إلكترونيًا وتوفير بيئة عمل مرنة ومتعاونة مطلبًا أساسيًا لضمان استقرار المعلمين وتحسين أدائهم، وسط المتطلبات الجديدة التي يفرضها تطبيق «حضوري» الذي غيّر أنماط العمل اليومية بشكل ملحوظ، لا سيما في جانب وجبات الغداء وساعات التواجد داخل المدرسة.