أعلى مستوى.. اليورو يقترب من 1.2 دولار للمرة الأولى خلال 4 سنوات

اليورو يقترب من أقوى مستوياته في أربع سنوات مع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يعزز التفاؤل تجاه أداء العملة الأوروبية الموحدة في ظل اختلاف السياسات النقدية مع البنك المركزي الأوروبي، حيث يسير اليورو نحو مواصلة ارتفاعه وتأمين مكاسب مهمة خلال العام الحالي.

تباين السياسات النقدية يحفز اليورو على الصعود

يشكل اختلاف السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الفيدرالي عاملًا رئيسيًا يدعم انتعاش اليورو، إذ يتوقع المتعاملون عدم قيام المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة، في حين يتجه الفيدرالي نحو سلسلة من خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة؛ ما يبرز جاذبية اليورو في ظل هذا السيناريو. كما أن احتمال خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة ثلاث مرات، كل مرة بمقدار 25 نقطة أساس، يبعث بثقة إضافية في قوة العملة الموحدة، ويعكس تفضيل المستثمرين لليورو على الدولار نتيجة هذه التغيرات في المشهد النقدي.

حجم الطلب على شراء اليورو يتزايد أيضًا، وهذا يتضح من خلال ارتفاع عقود الخيارات العكسية لأجل أسبوع، التي تعكس ثقة المستثمرين وتوجهات السوق حول قدرة اليورو على المنافسة في الفترة المقبلة؛ خصوصًا بعد الإعلان عن قرب انتهاء دورة التيسير النقدي للبنك الأوروبي، الأمر الذي يدعم توقعات الاستقرار النسبي لأسعار الفائدة في منطقة اليورو مقارنة بالتيسير المتوقع في الولايات المتحدة.

عقود الخيارات والرهانات المتزايدة على ارتفاع اليورو

تُظهر بيانات مؤسسة “ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن” (DTCC) أن أكثر من ثلثي عقود خيارات اليورو مقابل الدولار المُتداولة يوم الاثنين كانت موجهة نحو الرهانات على الصعود، ما يشير إلى ثقة واضحة في قدرة اليورو على تجاوز مستوى 1.20 دولار. ويبرز هذا التحول في استراتيجيات صناديق التحوط، التي تحولت من الهياكل المعقدة إلى رهانات أبسط تحقق مكاسب مباشرة، في إشارة صريحة إلى اعتقاد قوي باحتمالية استمرار قوة اليورو خلال الفترة القادمة.

• زيادة الطلب على عقود خيارات اليورو الارتفاعية
• تغير استراتيجيات صناديق التحوط لصالح صفقات صعودية مباشرة
• انتعاش ثقة المستثمرين في ثبات العملات الأوروبية

وبحسب ما كشفه متعاملون في سوق العملات يفضلون عدم الكشف عن هوياتهم، يرتكز هذا الاتجاه المتزايد على رغبة المستثمرين في الاستفادة من توقعات السوق المرتبطة بسياسة الفيدرالي، والتي يفترض أن تساعد في دفع اليورو إلى مستويات قياسية مقارنة بالدولار الأمريكي.

توقعات استمرار صعود اليورو وتأثير قرارات الفيدرالي

مراكز التداول التكتيكية على الدولار تبدو محايدة قبيل قرار الفيدرالي القادم، مما يعني أن فرصة استمرار مكاسب اليورو تبقى قائمة بقوة إذا ما وافق صناع السياسة النقدية على تنفيذ تخفيضات الفائدة المتوقعة ثلاث مرات مع نهاية العام؛ وهو السيناريو الذي نشرت عنه استراتيجيي “مورغان ستانلي” مؤخرًا. وفي ظل هذا المناخ، فإن اختراق مستوى 1.1829 دولار والذي يعد الأقوى منذ سبتمبر 2021 قد يمهد الطريق أمام بلوغ مستوى مهم آخر عند 1.20 دولار ويحقق أفضل أداء له خلال تسعة أشهر، مستفيداً من تغيير جذري في قواعد اللعبة بين أفضل عملتين عالميتين.

تُظهر هذه المؤشرات أن اليورو في وضع قوة فريدة على الصعيد العالمي، مع استمرار الزخم الإيجابي الذي يتغذى على اختلاف المسارات النقدية وتعزيز ثقة المستثمرين، مما يجعل اليورو مرشحًا للانطلاق إلى مستويات أعلى في مواجهة الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة.