مستوى قياسي.. ارتفاع الذهب يعزز فرص أرباح المستثمرين مع ضعف الدولار

الذهب يسجل مستوى قياسياً جديداً مدفوعاً بتراجع الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركي، حيث ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ في تعاملات الثلاثاء مع استمرار ضعف الدولار وتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي؛ ما دفع المستثمرين للبحث عن الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمية.

الذهب يسجل مستوى قياسياً جديداً بسبب تراجع الدولار وتأثيره على الأسعار

تجاوز الذهب مستوى قياسي جديد تجاوز 3685 دولاراً للأونصة يوم الثلاثاء، بعد أن سجل هذا الحدث في تعاملات الاثنين، مستفيداً من هبوط الدولار إلى أدنى مستوى له خلال سبعة أسابيع حسب تقرير وكالة «بلومبرغ» الأميركية؛ إذ يدعم ضعف الدولار ارتفاع أسعار الذهب من خلال زيادة جاذبيته للمستثمرين حاملي العملات الأخرى، ما يجعل الذهب خياراً أكثر جذباً ودعماً وسط توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة الأميركية في الفترة المقبلة، الأمر الذي يُعتبر من العوامل الحاسمة في دفع الأسعار إلى الأعلى باستمرار.

دور توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية والبيانات الاقتصادية في تعزيز صعود الذهب

تستعد الأسواق لقرار الاحتياطي الفدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة، والذي من المتوقع أن يتضمن تخفيضاً، إلى جانب متابعة التحديث الربع سنوي لتوقعات الأداء الاقتصادي والتضخم، ومؤتمر رئيس المجلس جيروم باول الصحفي؛ حيث ترتفع آمال خفض الفائدة عقب صدور بيانات سوق العمل الضعيفة وتراجع مخاطر التضخم، ما يرفع من جاذبية الذهب كأصل لا يُدر عائد، خاصة في ظل التوقعات بتخفيف السياسة النقدية. ويشهد الذهب دعماً إضافياً من الضغوط السياسية داخل الولايات المتحدة، حيث حاول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إدخال تغييرات على أعضاء لجنة الاحتياطي الفدرالي، بما في ذلك محاولة إقالة العضوة ليزا كوك، ما زاد من فرص تبني سياسات نقدية أكثر تيسيراً.

مكاسب الذهب وتوقعات الأسعار وسط الضبابية الاقتصادية والسياسية المستمرة

ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تصل إلى 40% منذ بداية عام 2025، متجاوزة أداء مؤشرات الأصول الكبرى مثل مؤشر «إس آند بي 500»، وتخطت أعلى مستوياتها المعدلة حسب التضخم التي سجلت عام 1980؛ ويُعزى هذا الأداء القوي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، إضافة إلى عمليات الشراء المتزايدة من البنوك المركزية وتدفقات الاستثمارات إلى صناديق المؤشرات المتداولة. وتوضح العوامل المؤثرة على الذهب التأثيرات التالية:

• بيانات سوق العمل الضعيفة تزيد من احتمالات تخفيض الفائدة
• محاولات الضغط السياسي على لجنة الاحتياطي ترفع التوقعات بالتيسير النقدي
• الإقبال المتزايد من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار يدعم أسعار الذهب

وفي سياق مستقل، توقعت مجموعة «غولدمان ساكس» أن يرتفع سعر السبائك إلى نحو 5000 دولار للأونصة في حال تحول 1% فقط من سندات الخزانة الأميركية إلى شراء الذهب؛ ما يعكس ثقة متزايدة بالطلب على المعدن النفيس وسط الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة والمتغيرة. وبينما تحافظ التغيرات في السياسات النقدية والبيانات الاقتصادية الأميركية على تأثيرها القوي في الأسواق، يبقى الذهب أداة مركزية تشهد تقلبات ملحوظة نتيجة تداخل عوامل مالية وسياسية معقدة، ما يجعله خياراً مفضلاً للمستثمرين الراغبين في الحماية وتنويع محافظهم الاستثمارية.