نظام جديد.. تفاصيل تطبيق حضوري لوزارة التعليم في السعودية تواجه تحديات تقنية

أثار تطبيق “حضوري” للقطاع التعليمي في السعودية الذي يهدف إلى توثيق الحضور والانصراف إلكترونيًا جدلاً واسعًا بين المعلمين، بعدما فرض عليهم البقاء في المدارس حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، بعد انتهاء دوام الطلاب بفترة طويلة، مما شكل عبئًا إضافيًا غير منصوص عليه في اللوائح السابقة الخاصة بساعات العمل.

كيفية عمل تطبيق حضوري في توثيق الحضور والانصراف بدقة وشفافية

يرتكز تطبيق حضوري على التحول الرقمي الكامل في متابعة حضور وانصراف المعلمين، مستفيدًا من تقنيات تحديد المواقع الجغرافية GPS والخصائص الحيوية، بهدف ضمان دقة المعلومات وشفافية الأداء، حيث يبدأ الدوام الرسمي من الساعة السادسة والربع صباحًا وحتى الواحدة والربع ظهرًا، مع استمرار رصد التأخيرات بدقة متناهية، إذ يعد المعلم متأخرًا إذا حضر بعد السادسة وخمس وأربعين دقيقة، مع إمكانية حسم أيام التأخير المتراكمة من الراتب الشهري.

تحديات تطبيق حضوري من وجهة نظر المعلمين وتأثيرها على النظام التعليمي

مع تطبيق حضوري ظهرت مشكلات عديدة، حيث واجه المعلمون أعطالًا تقنية طالت النظام، محدثة حالة من الارتباك في المدارس، كما أشار المعلم عبدالله الموسى إلى أن التطبيق فرض دوامًا إضافيًا بمعدل ثابت، حتى في الأيام التي تنتهي الجداول الدراسية فيها مبكرًا، وهو ما يُشعر المعلمين بأنهم ملزمون بوقت عمل أكبر مما كان معمولًا به سابقًا، بينما وصف سعد القحطاني، معلم المرحلة الابتدائية، بقاء الموظفين داخل الفصول الخالية بعد انتهاء الدوام بأنه غير منطقي، لأن طبيعة عملهم تعتمد على التفاعل المباشر مع الطلبة، وليس التواجد في مكان العمل دون نشاط فعلي.

مقترحات لتعديل تطبيق حضوري بما يتناسب مع احتياجات المعلمين وساعات الدوام

ركزت المعلمة نورة الحربي على ضرورة تعديل التعليمات التنظيمية بما يتماشى مع تطبيق حضوري، أو إعادة برمجة النظام لتفادي ارتباك المعلمين وفقدان ثقتهم في العملية التعليمية، كما شدد الباحث عبدالعزيز السحيباني في ملاحظاته على بعض الأضرار التي سببها توقيت الانصراف الجديد، ومنها:

• إرهاق المعلمين بسبب الحصص المتتالية وعدم توفر وقت كافٍ للراحة والإعداد لليوم الدراسي التالي
• معاناة المعلمين القادمين من مناطق بعيدة بسبب زمن التنقل الطويل
• تصادم أوقات الانصراف مع مواعيد إيصال أبناء المعلمين إلى المدارس مما يسبب ضغطًا إضافيًا
• التأثير السلبي على أداء المعلم المعنوي والتربوي بسبب البقاء في المدارس في أوقات الحرارة العالية
• ازدياد ازدحام المرور بسبب تزامن خروج المعلمين مع الموظفين، مما أدى إلى بطء الحركة المرورية لأوقات طويلة
• الأعطال المتكررة في النظام التي تشتت جهود المعلمين وتجعلهم يمضون وقتًا في حل مشكلات الحضور بدلًا من التركيز على التدريس

اقترح السحيباني إعادة توقيت الانصراف السابق لتجنب التضارب في مواعيد الخروج والازدحامات المرورية، مع تحديث منصة حضوري بحيث تعتمد على أجهزة البصمة التقليدية داخل المدارس بدلاً من تطبيق الهواتف الذكية، بهدف تقليل الإشكالات التقنية وسرعة إنجاز عملية التسجيل.

تبقى مسألة تطبيق حضوري إحدى أهم التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية حاليًا، حيث تتداخل الحاجة إلى ضبط الحضور بدقة مع ضرورة مراعاة ظروف المعلمين العملية والشخصية، مما يستدعي مراجعة مستمرة للنظام لضمان تحقيق أهدافه دون الإضرار بجودة العمل التربوي وراحة الموظفين.