زمناً جديداً.. كيف أدخلت وزارة التعليم تغيرات غير متوقعة أجبرت المعلمين على البقاء بعد الدوام؟

تعرض نظام “حضوري” التعليمي في السعودية اليوم لعطل تقني مفاجئ أثر بشكل كبير على قدرة المعلمين والمعلمات في مختلف المدارس على تسجيل الدخول وتوثيق الحضور عبر المنصة الإلكترونية، ما سبب ارتباكًا ووقف العملية لفترة ملحوظة. هذا العطل جاء في وقت حساس، نظرًا لاعتماد وزارة التعليم على نظام “حضوري” كأداة رئيسية لمتابعة حضور الكادر التعليمي بدقة، لذا أصبح ضرورة فهم أسباب توقف النظام وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.

أسباب وأثر العطل في نظام حضوري لتوثيق حضور المعلمين

تواجه الوزارة اليوم مشكلة تقنية أثرت على نظام حضوري، حيث أبلغ المعلمون عن صعوبات في تسجيل الدخول وبطء كبير في استجابة التطبيق، مما عطل عمليات توثيق الحضور الحيوية. يعتمد نظام حضوري على تقنيات حديثة مثل تحديد الموقع الجغرافي (GPS) وتقنيات السمات الحيوية لضمان التوثيق الدقيق، وهو ما يجعل توقفه مشكلة تقنية تحمل تداعيات كبيرة على متابعة الانضباط الكامل للمعلمين أثناء دوامهم. عدم صدور بيان رسمي حتى الآن عن الوزارة زاد من حالة التوتر، حيث يخشى العديد من المعلمين أن يؤثر العطل على احتساب ساعات العمل بدقة، خصوصًا في ظل التعقيدات التي يفرضها النظام الجديد.

نظام حضوري وساعات دوام المعلمين: بين الالتزام والانتقادات

عبر المعلمون مرارًا عن استيائهم من إلزام نظام حضوري لهم بالبقاء في المدرسة حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرًا في بعض الأحيان، رغم انتهاء الدوام الدراسي أحيانًا عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا. يرون أن هذا الإجراء يضيف عبئًا غير مبرر يستنزف وقتهم ويقلل من قدراتهم على الإنجاز خارج نطاق المدرسة، وهو ما يجعل النظام محل جدل مستمر حول مدى ملاءمته لطبيعة العمل التربوي. ورغم أن حضوري يهدف للحفاظ على الانضباط وتحقيق شفافية في الحضور، يرى المعلمون أن تعقيداته قد تؤثر سلبًا على الارتباط المهني لديهم، مما يستوجب إعادة النظر بهذه الإجراءات بما يتناسب مع طبيعة الوظيفة التعليمية.

الإطار التقني والتحديات المستقبلية لنظام حضوري في السعودية

يعتمد نظام حضوري على بنية تقنية متطورة تهدف لدعم التحول الرقمي في التعليم، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تعزيز الحوكمة والشفافية. إلا أن الأعطال التي شهدها النظام تبرز أهمية توفير بنية تحتية رقمية قوية، قادرة على تحمل الضغط العالي خصوصًا في ساعات الذروة. وفق خبراء التقنية، وجود خطط طوارئ بديلة يضمن استمرار الخدمة خلال الأعطال أمر حيوي، وهو ما دعا إلى مطالبة الوزارة بتطوير النظام وتحسين دعمه التقني. كما أن هذا الجدل يعكس حاجة ماسة لحوار موسع بين الإدارات التعليمية والمعلمين لإيجاد توازن بين متطلبات الرقمنة وخصوصيات العمل التربوي، وذلك لضمان نجاح نظام حضوري مستقبلاً دون تأثير سلبي على المعلمين.

العنصرالوصف
التقنيات المستخدمةتحديد الموقع الجغرافي GPS، السمات الحيوية للتوثيق
هدف النظاممتابعة حضور وانصراف المعلمين بدقة، تعزيز الانضباط
أبرز المشكلات الحاليةتعطل النظام، بطء الاستجابة، عدم صدور بيان رسمي من الوزارة
ردود أفعال المعلمينالاعتراض على فرض ساعات دوام طويلة بعد انتهاء اليوم الدراسي
توصيات الخبراءتطوير البنية التحتية الرقمية، وجود خطط طوارئ، حوار موسع مع المعلمين

تضمّن نظام حضوري في السعودية جانبًا رقميًا متطورًا يسعى لتعزيز متابعة دوام المعلمين بشفافية، لكن التحديات التقنية الحالية كشفت نقاط ضعف تستلزم تحسينات عاجلة، في ظل مطالبات واسعة بإعادة النظر في بعض الإجراءات لضمان توازن أفضل بين الرقابة والمرونة المهنية. يبقى الأمل معقودًا على قدرة وزارة التعليم على تجاوز هذه الأزمة بسرعة، بما يحفظ توازن العملية التعليمية ويكفل ثقة المعلمين في مستقبل التحول الرقمي ضمن البيئة المدرسية.