هيكلة جديدة.. ناسا تعيد تنظيم مشروع نقل عينات تربة المريخ إلى الأرض

نقل عينات من تربة المريخ إلى الأرض يمثل الهدف الرئيسي لمهمة «MSR»، التي تخطط وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لإعادة هيكلتها بهدف تسريع العملية وتقليل تكاليفها؛ حيث جمعت مركبة «Perseverance» هذه العينات القيمة من سطح كوكب المريخ. تسعى ناسا خلال هذه المهمة لتحقيق تقدم كبير في فهم بيئة المريخ ضمن استراتيجياتها الطويلة المدى لاستكشاف الكوكب الأحمر، مما يجعل مستقبل نقل عينات المريخ إلى الأرض من أهم الأولويات العلمية والتقنية.

تطورات وخطط نقل عينات المريخ إلى الأرض عبر مهمة MSR الجديدة

كشف شون دافي، القائم بأعمال مدير وكالة ناسا، أن الوكالة بصدد إعادة هيكلة مشروع مهمة «MSR» التي تهدف إلى نقل عينات المريخ إلى الأرض بشكل أسرع وأقل تكلفة مقارنة بالخطة الأصلية، حيث تعكف فرق الخبراء وقادة الوكالة على دراسة عدة خيارات مختلفة لتعزيز عملية إحضار العينات التي جمعتها مركبة «Perseverance» على سطح المريخ. تأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطط ناسا الطويلة الأمد التي تمتد إلى ثلاثة عقود ميلادية، والتي تهدف إلى تعميق فهم ظروف المريخ وتحضير الأرض لاستقبال بيانات دقيقة.

وأكد دافي أن الجوانب التقنية والميزانيات المتاحة ستحدد بشكل حاسم القرارات النهائية الخاصة بمهمة إعادة نقل عينات تربة المريخ، حيث تسعى ناسا لموازنة بين الكفاءة والموارد المالية لضمان إنجاح المهمة بأقل تكلفة ممكنة، ما ينعكس على الجدوى العلمية والعملية للمشروع ويمهد الطريق أمام البعثات الفضائية المستقبلية التي تستهدف دراسة أعمق للمريخ.

خيارات بديلة لدراسة عينات المريخ دون نقلها للأرض في إطار مهمة MSR

تدرس إدارة ناسا حالياً خيارات متنوعة بديلة عن إعادة عينات المريخ إلى الأرض، من بينها إرسال بعثات روبوتية إضافية على سطح المريخ بهدف فحص ودراسة العينات مباشرة هناك باستخدام أدوات ومعدات غير متوفرة على متن المسبار «Perseverance». هذه الدراسات الميدانية تصبح حيوية للغاية في ظل التحديات التقنية التي تواجهها مهمة «MSR» وقد تؤدي إلى الحصول على بيانات مهمة للغاية تسهم بدورها في تجهيز وإعداد بعثات مأهولة مستقبلية نحو المريخ، مع التركيز على فهم طبيعة التربة والمكونات البيولوجية المحتملة.

ويأتي هذا الخيار استجابةً للصعوبات التي تواجهها ناسا في تنفيذ عملية النقل المعقدة للعينات، إذ تُعد الفحوص الميدانية خطوة استراتيجية لتقليل المخاطر ولتوسيع نطاق البحث العلمي. في هذا الإطار، تعتبر البيانات المحصلة على المريخ هي الأساس لإعداد الجيل القادم من الروبوتات والمركبات الفضائية التي سترافق رواد الفضاء ضمن مهمات مأهولة مستقبلية.

اكتشافات جديدة لعينات تربة المريخ وتعليق دراسة «البصمات الحيوية» ضمن مهمة MSR

أعلن الفريق العلمي لمركبة «Perseverance»، في 10 سبتمبر الجاري، عن اكتشاف صخور رسوبية غير عادية في فوهة جيزيرو على المريخ، حيث هبطت المركبة منذ يوليو 2020. هذه الصخور تضم آثاراً محتملة لنشاط بيولوجي سابق على سطح الكوكب الأحمر، الأمر الذي يجعل عينات «البصمات الحيوية» التي جمعتها المركبة هدفاً هاماً للبحث العلمي. مع ذلك، لا تزال إمكانية دراسة هذه العينات بشكل معمق مرتبطة بشكل وثيق بمصير مهمة «MSR» التي لم تحدد ناسا بعد موقفها النهائي بشأنها.

يمثل هذا الاكتشاف لحظة حرجة في رحلة البحث عن الحياة على كوكب المريخ، حيث تعتمد الدراسات المستقبلية على نقل وتحليل هذه العينات بشكل دقيق، أو الاستفادة من خيارات الدراسة الميدانية التي تم بحثها. وتوضح هذه المعطيات أهمية حماية العينات والحفاظ عليها حتى يتم اتخاذ القرار السليم بشأن طريقة التعامل معها.

• إعادة هيكلة مهمة MSR بهدف تسريع وتقليل تكاليف نقل العينات
• دراسة خيارات بديلة لفحص العينات مباشرة على سطح المريخ
• اكتشاف صخور رسوبية تحمل بصمات حيوية محتملة في فوهة جيزيرو