توازن النفط.. أسعار الخام تستقر وسط توقعات زيادة المعروض ومخاطر الانقطاع

الذهب الذي يتداول قرب مستواه التاريخي يشهد زخمًا متزايدًا في الأسواق، مدعومًا بضعف سوق العمل في الولايات المتحدة الذي طغى على مخاوف التضخم، بالإضافة إلى استعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل حيث يتفاعل المستثمرون مع هذه التطورات بتوجهاتهم نحو المعدن النفيس كملاذ آمن.

تغيرات أسعار الذهب قرب مستواه التاريخي وتأثير ضعف سوق العمل الأمريكي

في السوق الأوروبية يوم الجمعة، سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مستأنفًا مكاسبه التي توقفت بشكل مؤقت، ما جعل سعره يتداول مجددًا قرب أعلى مستوى له على الإطلاق، مع تحقيقه رابع مكسب أسبوعي متتالي، ويتواصل هذا الارتفاع بدعم واضح من الضعف المستمر في سعر الدولار الأمريكي. هذه التطورات تأتي في ظل زيادة المخاوف المتعلقة بضعف سوق العمل في الولايات المتحدة، التي طغت على المخاوف الاقتصادية الأخرى مثل التضخم، مما يوجه المستثمرين نحو الذهب باعتباره خيارًا أكثر أمانًا وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

أما من الناحية السعرية، ارتفع سعر الذهب اليوم بنسبة 0.65%، حيث وصل إلى 3,656.71 دولار للأونصة، بعد أن افتتح التعاملات عند 3,633.96 دولار، مع تسجيل أدنى مستوى عند 3,630.63 دولار، في حين سجلت الأسعار خسارة 0.2% عند تسوية يوم الخميس بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح عقب تسجيلها أعلى مستوى تاريخي عند 3,674.80 دولار للأونصة.

تحليل التعاملات الأسبوعية للذهب واستجابة الأسواق لتوترات عالمية متصاعدة

على مدار الأسبوع الجاري، والذي انتهى بتسوية الأسعار يوم الجمعة، شهد الذهب ارتفاعًا إجماليًا حول 1.95%، محققًا بذلك رابع مكسب أسبوعي متتالي. وترجع هذه المكاسب إلى الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن، في ظل التصاعد الملحوظ للمخاوف بشأن مستويات الديون العالمية المتزايدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الحادة في عدد من المناطق مثل الشرق الأوسط وشرق أوروبا.

وتتزامن هذه المكاسب مع بيانات مختلطة من الاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفعت أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 0.4% في أغسطس، مسجلة أكبر زيادة شهرية خلال سبعة أشهر، فيما أظهرت أسعار المنتجين انكماشًا غير متوقع في نفس الفترة. كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، مما يؤكد ضعفًا ملموسًا في سوق العمل بعد تقرير التوظيف الأخير الذي أشار إلى شبه توقف في نمو الوظائف وارتفاع معدلات البطالة.

توقعات سعر الذهب مع خفض الفائدة الأمريكية واستراتيجيات المستثمرين

يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم لمناقشة السياسة النقدية في ظل تطورات الاقتصاد الأمريكي، حيث تتجه التوقعات على نطاق واسع إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتُظهر أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة ‎‎‎‎‏”CME‏‎”‎ احتمال ثبات تسعير خفض الفائدة بنسبة 100% في اجتماع سبتمبر المقبل، مع إمكانية خفض إضافي 7.5%، فيما يبقى احتمال خفض الفائدة 25 نقطة أساس في أكتوبر عند 100% أيضًا مع احتمالية خفض 50 نقطة أساس بنسبة 6%.

في هذا السياق، يعزز احتمال خفض أسعار الفائدة المتكرر توقعات ارتفاع سعر الذهب، حيث صرح محلل السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة “أواندا”، كلفن وونج، بأن السوق يتوقع الآن خفض أسعار الفائدة الأمريكية ثلاث مرات على الأقل قبل نهاية عام 2025، وهو ما يفوق التوقعات السابقة، الأمر الذي يدعم بقاء الذهب في مسار الصعود. كما أوضح رايان ماكنتاير، الشريك الإداري في شركة “سبروت”، أن السعر الحالي للذهب قريب من مستوى 3,700 دولار، وقد يبلغ هذا المستوى في أي لحظة، بينما أشار إلى وجود مقاومة فنية عند 3,900 دولار على المدى القصير، مع توقعات بنمو ملكية المؤسسات الاستثمارية الذهبية على المدى الطويل.

• الطلب القوي على الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الجيوسياسية
• تراجع سوق العمل الأمريكي وتأثيره على السياسة النقدية
• الإشارات الفنية والنفسية لأسعار الذهب ومستويات المقاومة

وعلى صعيد صناديق الاستثمار، شهدت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust ــ أكبر صناديق المؤشرات المدعومة ــ انخفاضًا قدره 2.01 طن متري يوم الخميس، ليصل الإجمالي إلى 977.95 طنًا، في أدنى مستوياته منذ 29 أغسطس الماضي، مما يعكس بعض عمليات جني الأرباح رغم الاتجاه الصعودي للصعود المجمل.

تتضح من هذه البيانات والاتجاهات أن سعر الذهب محاط بعوامل إيجابية عدة تدعم استمرارية الارتفاع، مع تداخل مباشر بين المؤثرات الاقتصادية والمعطيات الفنية، مما يجعل التركيز على تحركات هذا المعدن الثمين ضرورة لفهم ملامح الأسواق المالية القادمة.