ارتفاع الأسعار.. الذهب المحلي يشهد موجة صعود غير مسبوقة

أسعار الذهب في السوق المحلية ترتفع مجددًا وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية، حيث وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى 73.8 دينارًا للبيع مقابل 71.3 دينارًا للشراء لدى محلات الصاغة، مما يعكس زيادة ملحوظة في أسعار المعدن النفيس محليًا وعالميًا تزامنًا مع تغيرات اقتصادية جوهرية تؤثر على حركة الأسواق.

تطورات أسعار الذهب في السوق المحلية وأثرها على المستثمرين

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا واضحًا؛ إذ بلغ سعر غرام الذهب عيار 21، يوم الثلاثاء، 73.8 دينارًا لغايات البيع في محلات الصاغة، مقابل 71.3 دينارًا للشراء، حسب النشرة اليومية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات. كما حققت العيارات الأخرى ارتفاعات متفاوتة، حيث بلغ سعر غرام الذهب لعيار 24 حوالي 84.5 دينارًا، وعيار 18 عند 65.3 دينارًا، وعيار 14 نحو 49.8 دينارًا لغايات البيع، مما يجعل أسعار الذهب في السوق المحلية تشهد حركة تصاعدية مهمة تثير اهتمام المستثمرين والمتعاملين في الذهب.

هذه الزيادة في أسعار الذهب تعكس تأثر السوق المحلي بالتقلبات العالمية في أسعار المعدن النفيس، فضلاً عن أن ارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 يأتي كمؤشر على زيادة الطلب وتعاملات البيع والشراء داخل السوق.

عوامل صعود أسعار الذهب عالميًا وتأثيرها على سعر غرام الذهب عيار 21

على المستوى العالمي، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة الثلاثاء، مدفوعة بضعف الدولار وتراجع عوائد السندات الحكومية، وسط توقعات متزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة مرات عدة خلال هذا الشهر، مما يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن. ارتفع الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.2% إلى 3642.09 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى سعر له تاريخيًا عند 3659.10 دولار، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب لتسليم ديسمبر بنسبة 0.1% إلى 3682.10 دولار.

وأشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد، إلى إمكانية استمرار ارتفاع أسعار الذهب شرط أن يفي البنك المركزي الأميركي بتوقعات السوق حول خفض أسعار الفائدة أكثر من مرة، مما يجعل هذا المعدن النفيس خيارًا جذابًا خلال فترة تذبذب الأوضاع الاقتصادية.

وقد ساهم تراجع نمو التوظيف في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ أربع سنوات تقريبًا، في تأكيد ضعف سوق العمل الأمريكي، حيث تعزز هذه المؤشرات من احتمالية خفض سعر الفائدة الأسبوع المقبل.

الارتباط بين توقعات خفض الفائدة وسعر غرام الذهب عيار 21 والآفاق المستقبلية

تُظهر أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي توقعات تشير إلى احتمال 89.4% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي لهذا الشهر، إضافة إلى احتمال 10.6% لخفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، وهو ما يعزز سطوع الذهب كمخزن للقيمة. الانخفاض في أسعار الفائدة يضع ضغطًا هبوطيًا على الدولار وعوائد السندات، مما يزيد جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا ولكنه يحافظ على قيمته.

في هذا السياق، تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له خلال نحو 7 أسابيع مقابل العملات الرئيسية، ما جعل سعر غرام الذهب عيار 21 أكثر جذبًا لحائزي العملات الأخرى، فيما هبط عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب.

يراقب المستثمرون أداء البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، لاسيما أسعار المنتجين المزمع صدورها يوم الأربعاء، وأسعار المستهلكين يوم الخميس، للحصول على مؤشرات بشأن مسار السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي.

هذا المناخ الاقتصادي الإيجابي للمعدن النفيس دعم ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 38% منذ بداية العام، بعد قفزة قدرها 27% في عام 2024، مدعومًا بمزيج من العوامل التالية:

• انخفاض قيمة الدولار الأمريكي
• زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب
• التوجه نحو التيسير النقدي
• حالة عدم اليقين السياسية والاقتصادية العالمية

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 41.32 دولارًا للأوقية، بينما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليتجاوز 1390.80 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.1% ليصل إلى 1147.07 دولارًا، مع تباين في الاتجاهات يعكس وضعًا مختلفًا يتعلق بكل معدن.

أسعار الذهب محليًا وعالميًا تشير إلى استمرار التأثيرات المشتركة للعوامل الاقتصادية والسياسية، مع توقعات بأن يظل سعر غرام الذهب عيار 21 تحت ضغوط متغيرة حسب الأحداث القادمة، وهو ما يضع المستثمرين أمام فرص لتمهيد خطواتهم على أساس وعي ومتابعة مستمرة.