15 ألف دولار.. تثبيت أسعار النيكل رغم الهبوط المفاجئ الأخير

أسعار النيكل تتأثر بوضوح بتقلبات الأسواق العالمية نتيجة انتظار المستثمرين بيانات التضخم الأميركية وتحركات الاحتياطي الفيدرالي، حيث انخفضت الأسعار لكنها بقيت فوق 15 ألف دولار للطن، مع ثبات نسبي لليورو قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي المرتقب.

تأثير بيانات التضخم الأميركية وسياسة الاحتياطي الفيدرالي على أسعار النيكل

شهدت أسعار النيكل انخفاضًا ملحوظًا، لكنها لا تزال متماسكة فوق حاجز 15 ألف دولار للطن، مما يعكس توجس المستثمرين من تأثير بيانات التضخم الأميركية المقبلة على التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة. يسعى الاحتياطي الفيدرالي إلى إيجاد التوازن الأمثل بين كبح التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي، ويدعم استقرار الدولار الأميركي، الذي شهد هبوطًا غير متوقع في أسعار المنتجين، توقعات السوق بخفض الفائدة خلال الاجتماع المقبل. كما أدت التقارير التي بينت انخفاض خلق الوظائف بأكثر من 911 ألف وظيفة في الاثني عشر شهرًا المنتهية في مارس إلى إعادة تقييم السوق لاحتمالات تخفيض أسعار الفائدة، مما وجّه تحركات النيكل في اتجاه يعكس ديناميكيات مالية أكثر تعقيدًا من مجرد قواعد العرض والطلب.

تأثير استقرار اليورو والتوترات الجيوسياسية على أسعار النيكل في الأسواق الأوروبية

على الصعيد الأوروبي، استقر اليورو عند 1.169225 دولار قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي، حيث تُرجح التوقعات بتمسك المركزي بأسعار الفائدة دون تغيير، مع إمكانية استمرار سياسة التيسير المالي لمواجهة التحديات السياسية والتجارية. ومع ذلك، عانى اليورو من تراجع محدود عقب تصاعد التوترات الجيوسياسية شرق الاتحاد الأوروبي، إثر إسقاط بولندا طائرات مسيرة روسية بدعم من حلف الناتو، مما أعاد بروز المخاوف بشأن استقرار المنطقة. أشارت تحليلات بنك كومرتس إلى أن اجتماع البنك المركزي قد لا يؤثر بشكل مباشر على سعر صرف اليورو، نظراً لندرة البيانات الاقتصادية المهمة، غير أن تصريحات رئيسة البنك المركزي كريستين لاغارد قد تحمل مؤشرات تتيح فهمًا أعمق للسياسة النقدية الأوروبية، الأمر الذي يترافق مع تحركات أسواق النيكل والسلع الأخرى بصورة غير مباشرة.

تطورات السياسة النقدية الأميركية وتحركات العملات وتأثيرها على أسعار النيكل

يركز المستثمرون أنظارهم على مواقف الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة بخصوص خفض أسعار الفائدة، حيث تتجه التوقعات نحو خفض شبه مؤكّد، مع جدل حول حجم التخفيض؛ فمؤشر CME FedWatch يشير إلى احتمال 8.9% لخفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، بينما من المتوقع خفض لا يقل عن 25 نقطة أساس. في ظل هذه الأجواء، تتفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي نتيجة محاولات إدارة ترامب لإبقاء عضو المجلس ليزا كوك من خلال استئناف حكم قضائي، مع مساعي لتعيين ستيفن ميران لتقوية النفوذ، ما يضيف بعدًا سياسيًا يؤثر على استقرار قرارات الفائدة المستقبلية. وعلى صعيد العملات، سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا أمام الين الياباني ليصل إلى 147.80، بعد بيانات أكدت تصاعد ضغوط التضخم في اليابان، في حين انخفض الدولار الأسترالي طفيفًا بفعل هبوط أسعار السلع الأساسية. توضح الجدول التالي أبرز أسعار العملات وتأثيراتها:

العملةالتغيير الأخير
الدولار مقابل الينارتفاع 0.2% إلى 147.80
الدولار الأستراليتراجع 0.1% إلى 0.66095 دولار
اليوان الصينيارتفاع 0.04% إلى 7.1216 يوان
الدولار النيوزيلنديانخفاض 0.2% إلى 0.59290 دولار
الإسترلينيتراجع 0.1% إلى 1.35195 دولار

في إطار هذه التطورات، يتعين على المستثمرين متابعة ثلاثة عوامل رئيسية تحكم تحركات أسعار النيكل وأسواق المال عامة:

  • تأثير بيانات التضخم الأميركية على توقعات خفض سعر الفائدة
  • قرارات البنك المركزي الأوروبي في ظل التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق
  • تطورات لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على الاستقرار السياسي والنقدي

تعكس هذه العوامل مجتمعةً الوضع الحالي لأسعار النيكل فوق حاجز 15 ألف دولار للطن، وهو مستوى يعكس حذر السوق تقديرًا للظروف الاقتصادية والسياسية المتقلبة، مع استمرار التذبذب في قيمتي الدولار واليورو وسط ديناميكيات الأسواق المالية العالمية.