تراجع الذهب.. الدولار القوي يضغط على المعدن الثمين والأسواق تترقب التضخم الأمريكي

الأسعار الحالية للذهب وتأثير ارتفاع الدولار على سوق المعدن النفيس

تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار وموجة جني الأرباح، في ظل ترقب الأسواق لإصدار بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ملامح السياسات النقدية المقبلة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على تحركات المعدن النفيس وأسعاره حول العالم.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية وتأثير الدولار

أوضح سعيد إمبابي، خبير سوق الذهب، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت تراجعًا بنحو 25 جنيهًا مقارنة بإغلاق تداولات الأمس، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4870 جنيهًا، في حين هبطت الأوقية بحوالي 25 دولارًا لتصل إلى 3621 دولارًا، مما يعكس تأثير ارتفاع قوة الدولار الأمريكي وموجة عمليات جني الأرباح التي شهدها المستثمرون خلال اليوم. وأضاف إمبابي أن أسعار عيارات الذهب الأخرى سجلت كالتالي: عيار 24 عند 5566 جنيهًا، وعيار 18 وصل إلى 4174 جنيهًا، أما عيار 14 فقد بلغ 3247 جنيهًا، بينما استقر سعر جنيه الذهب عند 38960 جنيهًا.

وكانت أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات أمس الأربعاء، إذ افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4875 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4895 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية بحوالي 15 دولارًا لتبدأ من 3631 دولارًا وتنهي التداولات عند 3646 دولارًا، وهو ما يؤكد أن السوق يتأثر بالعوامل الاقتصادية العالمية والأحداث السياسية بشكل مستمر.

الرهانات حول الذهب بعد صدور بيانات التضخم والتوظيف الأمريكية

يرى المحللون أن المعدن الأصفر يواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة صعود الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، إلى جانب عمليات جني الأرباح التي يلجأ إليها بعض المستثمرين، رغم بقاء أسعار الذهب فوق مستوى 3600 دولار، مما يشير إلى استمرار موجة الصعود. وقد أتت البيانات الأمريكية الأخيرة لتزيد من حالة الغموض حول مستقبل الأسعار، حيث أعلن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عن انخفاض مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.6% في أغسطس مقابل 3.3% في يوليو، بينما ارتفع المؤشر الأساسي باستثناء الأغذية والطاقة بنسبة 2.8% فقط.

هذه الأرقام إلى جانب بيانات التوظيف الأضعف من المتوقع تعزز الرهانات على خفض الفيدرالي الأمريكي لمعدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، مع توقعات بإجراء ثلاث تخفيضات مماثلة قبل نهاية العام. وتُنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات إعانات البطالة ومؤشر أسعار المستهلك، اللذين يعتبران مؤثرين بشكل مباشر على توقعات حجم وتيرة خفض الفائدة، مما يزيد من تقلبات سعر الذهب.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب كملاذ آمن

تبقى التوترات الجيوسياسية في منطقة أوكرانيا وأوروبا الشرقية من العوامل الداعمة لقيمة الذهب، حيث يعمل المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار العالمي. إلى جانب ذلك، صعّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الضغوط التجارية عبر فرض رسوم جمركية جديدة، فيما شهدت بولندا أول مواجهة مباشرة مع طائرات مسيرة روسية، مما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري والتوتر السياسي.

هذه التطورات الجيوسياسية توفر دعمًا إضافيًا لسعر الذهب في حال استمرار المخاطر القائمة، وهو ما يدفع المستثمرين للبحث عن الحماية من خلال المعدن النفيس الذي يظل الخيار الأول لأصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن الأمان في ظل هذه الأوضاع المتقلبة.

• تراجع أسعار الذهب مرتبط بارتفاع الدولار وعمليات جني الأرباح
• بيانات التضخم والتوظيف الأمريكية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار
• الأوضاع الجيوسياسية تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن
• التوقعات تشير إلى خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بدعم من البيانات الاقتصادية