7 أسابيع.. اليورو يرتفع بقوة وسط ترقب قرارات المركزي الأوروبي

اليورو مقابل الدولار يشهد ارتفاعًا مستمرًا وسط تراجع الدولار الأمريكي وسقوط رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، بينما يستعد البنك المركزي الأوروبي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير ملحوظ في اجتماع السياسة النقدية المرتقب؛ وهذا ما يعكس تحولات مهمة في سوق العملات العالمية وتأثيرات سياسية واقتصادية بارزة في منطقة اليورو.

ارتفاع اليورو مقابل الدولار واستمرار عمليات بيع الدولار الأمريكي

واصل اليورو صعوده مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء، مسجلًا أعلى مستوياته خلال سبعة أسابيع عند 1.1778 دولار، مقابل سعر افتتاح عند 1.1763 دولار وأدنى مستوى عند 1.1758 دولار، وفقًا للبيانات السوقية. يعزى هذا الأداء القوي لليورو إلى استمرار عمليات بيع العملة الأمريكية في سوق صرف العملات الأجنبية، بالرغم من المخاوف السياسية التي تحيط بفرنسا كأحد أهم الاقتصادات الأوروبية.  

على الجانب الآخر، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 0.1% مسجلاً أدنى مستوى له في سبعة أسابيع عند 97.32 نقطة، ليمدد خسائره للجلسة الثالثة على التوالي. يترافق هذا الانخفاض مع تفاقم ضعف مؤشرات سوق العمل الأمريكي، مما يعزز التوقعات بإجراء تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة القادمة. أظهرت بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME أن المتداولين يعطون احتمالًا يبلغ 89% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، واحتمال 11% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

سقوط رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو وتأثيره على الساحة السياسية والاقتصادية

شهدت فرنسا زلزالًا سياسيًا مع سقوط رئيس الوزراء فرانسوا بايرو في تصويت حاسم على الثقة في البرلمان حيث صوت 364 نائبًا ضد الحكومة مقابل 194 مؤيدًا، مما أثار ضربة قوية لسلطة الرئيس إيمانويل ماكرون. هذا الحدث السياسي جاء نتيجة تصاعد حالة السخط الداخلي تجاه خطط التقشف التي اقترحها بايرو، والتي تضمنت خفض النفقات العامة وإلغاء يومين عطلة رسميين، وذلك في محاولة للسيطرة على ديون البلاد التي وصلت إلى نحو 114% من الناتج المحلي الإجمالي.

يُتوقع أن يعين ماكرون رئيس وزراء جديد خلال الأيام المقبلة، لكنه سيواجه تحديات كبيرة في تأمين أغلبية برلمانية مستقرة، وسط مخاوف من حدوث شلل تشريعي مستدام، مما قد يؤثر على القرارات الاقتصادية المصيرية في فرنسا وربما يمتد تأثيره إلى منطقة اليورو بأكملها.

اجتماع البنك المركزي الأوروبي وتوقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على اليورو مقابل الدولار

يترقب المستثمرون والأسواق المالية غدًا الأربعاء انطلاق اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، والذي يمتد ليومي الأربعاء والخميس، حيث من المتوقع أن يحافظ البنك على أسعار الفائدة عند مستوى 2.15% دون تغيير للمرة الثانية على التوالي، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022. يُركز البنك المركزي الأوروبي على مراجعة أحدث المؤشرات الاقتصادية في المنطقة الأوروبية الموحدة، مع بحث السيناريوهات المناسبة للسياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

يترقب المتعاملون المزيد من الإشارات بشأن توقيت استئناف دورة تخفيف السياسات النقدية وخفض أسعار الفائدة والتي قد تبدأ قبل نهاية العام الحالي، وهذا يشكل عامل ضغط متراجع على اليورو مقابل الدولار.

• استمرار عمليات بيع الدولار تدعم ارتفاع اليورو
• سقوط بايرو يعكس اضطرابات سياسية قد تؤثر اقتصاديًا
• توقعات بإبقاء المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير

توضح المعطيات الفنية أن سعر اليورو مقابل الدولار يمدد مكاسبه، مستفيدًا من عوامل متعددة تشمل ضعف الدولار وتطورات السياسة النقدية الأوروبية، مما يعزز التفاؤل في الأسواق تجاه العملة الأوروبية، رغم الأجواء السياسية المعقدة في فرنسا.