ضغوط التوظيف.. الأسواق العالمية تواجه تحديات جديدة مع ضعف الدولار

الأسواق العالمية بين ضغوط بيانات التوظيف وضعف الدولار تشهد تقلبات ملحوظة مع تصاعد المخاوف الاقتصادية، حيث يؤثر تباطؤ نمو الوظائف وضعف الدولار الأميركي على تحركات مؤشرات الأسهم والعملات والسلع الأساسية؛ ما يجعل من فهم الاتجاهات الحالية ضرورة للمستثمرين والمتابعين.

تأثير بيانات التوظيف الضعيفة على الأسواق العالمية بين ضغوط بيانات التوظيف وضعف الدولار

تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.32% يوم الجمعة، بعد تحقيقه مستوى قياسياً جديداً عند 6,532 نقطة، ما يعكس تأثر الأسواق بضغوط بيانات التوظيف الضعيفة التي أظهرت زيادة 22 ألف وظيفة فقط مقارنة بتوقعات السوق عند 75 ألفاً. هذه النتيجة أدّت إلى تعزيز التوقعات بتبني الفيدرالي لسياسة تيسيرية تشمل خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل سبتمبر، مع احتمال تخفيض يصل إلى نصف نقطة مئوية، بناءً على أداة FedWatch. الأسواق، بالتالي، تركز هذا الأسبوع على تقريري التضخم الأساسيين؛ حيث يصدر مؤشر أسعار المنتجين (PPI) لشهر أغسطس يوم الأربعاء، يليه مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الخميس، والتي ستحدد بشكل واضح توجه السياسة النقدية المقبلة. فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة “سنشري فاينانشال”، أوضح أن المستثمرين سيراقبون عن كثب هذه البيانات لتقييم ما إذا كان الفيدرالي سيستمر في تبني سياسة التيسير النقدي، إضافة إلى إمكانية استمرار الأسهم في الحفاظ على مستوياتها القياسية. من الناحية الفنية، ما زال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتداول يومياً فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ9 أيام، مع حركة ضمن قناة صاعدة على الإطار الزمني للأربع ساعات، ودعم فوري عند 6,413 نقطة (المتوسط المتحرك لـ50 يومًا) ثم 6,346 نقطة (المتوسط المتحرك لـ100 يوم)، فيما تمثل المقاومة مستويات 6,532 نقطة كقمة تاريخية، يليها 6,614 نقطة كحد علوي للقناة الصاعدة.

تطورات مؤشر الدولار وتأثير التوترات السياسية على تحركات الأسواق العالمية بين ضغوط بيانات التوظيف وضعف الدولار

مؤشر الدولار الأمريكي مستمر في تعرضه لضغوط قوية، حيث سجل أدنى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع، متأثراً ببيانات الوظائف الأضعف من التوقعات، ما عزز توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المزمع عقده في 17 سبتمبر. رغم أن البيانات لم تكن بالضعف الكافي لتوقع تخفيض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس، فإن الحذر الواضح من جانب الفيدرالي لا يزال يضغط على العملة. وإلى جانب ذلك، يتركز اهتمام الأسواق على بيانات التضخم التي ستصدر الخميس لتحديد وتيرة التيسير النقدي المقبلة. يتداول مؤشر الدولار DXY حالياً بشكل عرضي عند 97.73 بعد انخفاضه إلى 97.43. بالمقابل، زادت المخاوف في منطقة اليورو بسبب الأزمة السياسية المتصاعدة في فرنسا، مع تهديدات بسقوط الحكومة للمرة الرابعة خلال ثلاث سنوات، مما يعزز حالة عدم اليقين. مع ذلك، حافظ زوج اليورو/الدولار على استقراره حول 1.1725، بدعم أساسه ضعف الدولار أكثر من قوة اليورو. وتستمر الأسواق في تسعير تخفيض الفائدة الأمريكية، مما يُضعف الدولار هيكلياً ويوازن المخاطر السياسية الأوروبية. من الناحية الفنية، يحاول الزوج كسر خط اتجاه هابط ضمن نطاق جانبي؛ إذ يشير الإغلاق فوق 1.1770 إلى احتمالية تحول الزخم لصالح الاتجاه الصاعد، بينما إذا فشل في الثبات فوق 1.1650، قد يستأنف المسار الهبوطي السابق.

تداعيات تقارير النفط والذهب على الأسواق العالمية بين ضغوط بيانات التوظيف وضعف الدولار

شهدت أسعار النفط تراجعاً بارزاً يوم الجمعة، حيث هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.14% وخام برنت بنسبة 1.88%، باختتام الأسبوع بانخفاضات بلغت نحو 3.42% و2.84% على التوالي، لكن جلسة التداول في آسيا الاثنين شهدت تعافياً ملحوظاً، بارتفاع خام غرب تكساس 1.58% وبرنت 1.67%. يأتي هذا التحسن مدعوماً بقرار تحالف أوبك+ زيادة الإنتاج بوتيرة أبطأ من السابق خلال أكتوبر، استجابة لتوقعات بضعف الطلب العالمي، حيث زادت الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً فقط، وهو رقم أقل بكثير من الزيادات السابقة. كما ساهم التصعيد الجيوسياسي في منطقة روسيا–أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع بزيادة المخاوف بشأن الإمدادات، مما دعم أسعار النفط في السوق. في الأسواق الأخرى، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 0.5% لتتداول فوق مستوى 3,600 دولار. جاءت قوة الذهب مدعومة بشكل رئيسي بتباطؤ سوق العمل الأمريكي، إذ أظهرت بيانات الوظائف إضافة 22 ألف وظيفة فقط، أقل من التوقعات، مما زاد توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي هذا الشهر. وفقاً لأداة CME FedWatch، تبلغ احتمالية خفض الفائدة بـ25 نقطة أساس 90%، مع احتمال 10% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. إلى جانب العوامل الاقتصادية، زاد الطلب على الملاذات الآمنة بفعل التوترات التجارية المتجددة حيث تتعرض الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لضغوط بعد قرار إدارة ترمب زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 50% على مئات المنتجات النهائية المحتوية على الصلب والألومنيوم، مما ألغى الاتفاقيات السابقة التي خفضت التعريفات إلى 15% لمعظم السلع. كما تصاعدت المخاوف في الولايات المتحدة المتعلقة بشراء النفط والغاز الروسي عبر الهند، وفيما يخص الرسوم الجمركية، صرح مسؤولون بأن الحكومة قد تكسب القضية أمام المحكمة العليا، لكن في حالة الخسارة ستضطر لدفع تعويضات مالية. فنياً، اختبر الذهب نموذج العلم الصاعد على الإطار الزمني للأربع ساعات انطلاقاً من قمة 3,600 دولار في 5 سبتمبر، وهو ما يعزز النظرة الإيجابية للسوق اليوم، مع وجود فرص شراء جيدة عند إعادة اختبار مستويات 3,590 إلى 3,600 دولار، في حين تمثل المقاومة الرئيسية مستوى 3,620 دولاراً.

• تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مع بيانات توظيف أضعف من المتوقع
• ضغط مستمر على مؤشر الدولار مع توقعات خفض الفائدة
• تذبذب أسعار النفط مدعوماً بقرارات أوبك+ والتوترات الجيوسياسية
• ارتفاع أسعار الذهب بدعم من ضعف سوق العمل وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة