تراجع الدولار.. انخفاض سعر العملة مع قرب صدور بيانات التضخم الأمريكية

سعر الدولار وتأثير بيانات التضخم الأمريكية على قرارات الاحتياطي الفيدرالي يشكلان محور اهتمام واسع بين المستثمرين والمتداولين في الأسواق المالية، حيث يترقب الجميع نتائج هذه البيانات التي من المتوقع أن تحدد مسار الدولار وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي، مما قد يسبب تقلبات ملحوظة في أسعار الصرف والسلع عبر الأسواق العالمية.

استقرار سعر الدولار وتأثير بيانات التضخم الأمريكية في سبتمبر 2025

شهد سعر الدولار استقراراً نسبياً يوم الاثنين 8 سبتمبر 2025، رغم تراجعه إلى أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع يوم الجمعة الماضية، على خلفية صدور بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية التي جاءت أقل من التوقعات، وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مؤشر الدولار يتداول حالياً عند 97.767 نقطة دون تغير يذكر، بعد أن هبط إلى 97.430 في يوم الجمعة، مما يعكس حالة من الحذر وعدم اليقين داخل الأسواق المالية تجاه مستقبل الاقتصاد الأمريكي في ظل انتظار بيانات التضخم الأمريكية. إن استقرار الدولار في هذا السياق يعكس ترقب المستثمرين لمؤشرات جديدة تأخذ بيد السوق نحو اتجاه محدد، خصوصاً مع اقتراب صدور بيانات التضخم التي قد تكون المفتاح لفهم حركة الدولار المقبلة.

توقعات المحللين لأداء سعر الدولار مع صدور بيانات التضخم الأمريكية

توقع المحلل المالي كريس تورنر أن يشهد سعر الدولار دعماً مؤقتاً في السوق هذا الأسبوع إذا اتسمت بيانات التضخم الأمريكية بشدة أعلى من المتوقع، كما أن هناك عامل آخر محتمل هو موعد استحقاق مدفوعات ضرائب الشركات الأمريكية في 15 سبتمبر، والذي قد يدفع الدولار للصعود إلى مستويات تصل إلى 98.50 خلال الأسبوع الحالي، وأظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الاقتصاديين يتوقعون زيادة التضخم الشهرية بنسبة 0.3% في أغسطس بعد تسجيل ارتفاع بنسبة 0.2% في يوليو، مع احتمال أن تقترب الزيادة من 0.4%، وهذه المؤشرات قد تؤثر بشكل بارز على تحركات السوق وقوة الدولار في مواجهة العملات الأخرى. هذا يعكس أهمية مراقبة بيانات التضخم الأمريكية بعناية لفهم حركة الدولار وكيفية تأثره بالعوامل الاقتصادية المتشابكة.

تأثير بيانات التضخم الأمريكية على اتجاهات السوق وتداول الدولار

أشارت خبيرة أسواق العملات، جين فولي، إلى أن بيانات التضخم الأمريكية القادمة قد تدفع المستثمرين إلى تصحيح مراكزهم الاستثمارية، إذ من الممكن أن يغلقوا رهاناتهم السابقة ضد الدولار إذا أظهرت البيانات مؤشرات تحفّز الأسواق على تقليص توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة، خاصة أن لجنة تداول السلع الآجلة بيّنت أن المضاربين يحتفظون بمراكز بيع صافية ضد الدولار منذ منتصف يونيو؛ مما يجعل الدولار عرضة لعمليات تغطية هذه المراكز وعمليات شراء عكسية، بخاصة في ظل التحديات التي تواجه باقي عملات مجموعة العشر ومنها أزمة الحكومة الفرنسية والمشاكل المالية في بريطانيا، وأضافت فولي أن صدور بيانات التضخم يوم الخميس قد يؤدي إلى:

• إعادة تقييم الأسواق لتوقعاتها بشأن سياسات الفائدة
• عكس اتجاهات البيع على الدولار وشراء العملة الأمريكية
• ضغط عملات بديلة مثل اليورو نتيجة تراجعها أمام الدولار

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه التقلبات في أسعار الصرف والسلع العالمية اتساعاً ملحوظاً مع حالة عدم اليقين حول مدى تأثر الاقتصاد الأمريكي بمتغيرات التضخم والسياسات النقدية القادمة، مما يحتم متابعته عن كثب لفهم وتأثير سعر الدولار على المشهد الاقتصادي العالمي.