2025.. العوامل التي ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب خلال العام المقبل

ارتفاع سعر الذهب في 2025 وأسباب تزايد الطلب عليه يشغل بال الكثير من المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، خصوصًا مع تأثر الأسواق العالمية بعوامل التضخم والسياسات النقدية ولجوء البنوك المركزية إلى شراء كميات كبيرة منه كاحتياطي. هذا المقال يستعرض العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب في 2025، والتوقعات المستقبلية لعوامل الصعود والهبوط.

أثر التضخم والسياسات النقدية على ارتفاع سعر الذهب في 2025

في عام 2025، يستمر التضخم العالمي في التأثير على الأسواق المالية، حيث تجاوز معدل التضخم في الولايات المتحدة هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، ليصل إلى حوالي 2.5% وفق تقارير حديثة، مما يجعل الذهب ملاذًا يحافظ على القيمة. أسعار الفائدة التي بقيت ضمن نطاق 4.25-4.5% خلال اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي، مع توقعات تخفيضات محدودة بنحو نصف نقطة مئوية، تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، إذ أن الذهب لا يدر عوائد مثل الأدوات المالية الأخرى، وهذا يعزز من جاذبيته.

تستمر السياسات النقدية التوسعية مثل الإنفاق الحكومي المرتفع وزيادة الدين العام الأمريكي، مما يثير مخاوف التضخم على المدى الطويل، ويدفع المزيد من المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. في ظل هذه الظروف، يظل الطلب على الذهب مرتفعًا، مدعومًا بتفاؤل متزايد نحو الاستثمار فيه.

التوترات الجيوسياسية ودور البنوك المركزية في دعم ارتفاع سعر الذهب في 2025

يشكل ارتفاع سعر الذهب في 2025 نتيجة مباشرة للتوترات العالمية التي تتفاقم باستمرار، مثل الحرب في أوكرانيا وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المشكلات في مناطق حساسة ككوريا الشمالية وسوريا. هذه التوترات تعزز من احتياج المستثمرين إلى الذهب كأصل آمن يحمي أصولهم من المخاطر السياسية والاقتصادية.

تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من الطلب على الذهب الأزمات الإقليمية، مثل أزمة الديون السيادية في أوروبا، التي تعاني دول عدة من تداعيات جفاف شديد وما بعد الحروب الأهلية، مما يجعل الذهب خيارًا موثوقًا في مواجهة هذه الأزمات. من جهة أخرى، تواصل البنوك المركزية في دول مثل الصين والهند وتركيا وبولندا شراء الذهب بكميات كبيرة؛ إذ يتوقع أن تصل مشترياتهم لعام 2025 إلى نحو 900 طن، وهو ما يشكل دعمًا قويًا ومباشرًا لارتفاع سعر الذهب.

تُظهر الصين زيادة مستمرة في احتياطي الذهب منذ شهور عدة حتى أبريل 2025، كجزء من استراتيجية تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما يعزز من قوة الذهب عالميًا.

العرض والطلب وأثر الدولار على ارتفاع سعر الذهب في 2025

يرتبط ارتفاع سعر الذهب في 2025 بعاملين رئيسيين هما العرض المحدود والطلب المتزايد، سواء الاستثماري أو الصناعي. إنتاج الذهب يواجه قيودًا كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف التعدين وصعوبة اكتشاف مناجم جديدة، علماً بأن مثلًا اكتشاف منجم جديد في مصر باحتياطي 8.5 طن يعد إيجابيًا لكنه غير كافٍ لتلبية الحاجة العالمية المتزايدة. إجمالي العرض، الذي يشمل التعدين وإعادة التدوير، لا يزال أقل من مستوى الطلب، مما يرفع الأسعار بشكل طبيعي.

على الجانب الآخر، يرتفع الطلب على الذهب في السوق الآسيوية، خصوصًا في الهند والصين، لاستخدامه في المجوهرات والاستثمارات، إضافة إلى زيادة الطلب الصناعي عليه، خاصة في قطاع الإلكترونيات والتكنولوجيا التي تشهد نموًا مستمرًا. كما يؤثر تحرك الدولار الأمريكي على سعر الذهب؛ إذ أن ضعف الدولار خلال فترات معينة من 2025 يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين حول العالم الذين يستخدمون عملات أخرى. فيما يلي ملخص لتقلبات سعر الذهب في 2025:

• سعر الذهب تجاوز 3600 دولار للأونصة في 6 سبتمبر 2025
• ارتفاع بنسبة 6.47% خلال الشهر السابق
• زيادة بنسبة 44.23% مقارنة بالعام السابق

توقعات الأسعار تشير إلى إمكانية وصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول الربع الرابع من 2025، وربما يتجاوز هذا الرقم في منتصف 2026، وذلك مدفوعًا بالطلب القوي والتوترات الجيوسياسية المستمرة. العوامل التي قد ترفع سعر الذهب تشمل استمرار مشتريات البنوك المركزية وتفاقم الأزمات السياسية، إلى جانب تخفيضات محتملة إضافية في أسعار الفائدة. بينما قد تؤدي تهدئة التوترات أو قوة الدولار على نحو كبير بسبب سياسة احترازية من الاحتياطي الفيدرالي إلى تصحيح مؤقت في الأسعار، إلا أن الدعم الأساسي للطلب سيحافظ على مستويات مرتفعة نسبيًا دون هبوط حاد.