خسائر أسبوعية.. أسعار النفط تواجه ضغوطًا قبل اجتماع “أوبك+” المرتقب

تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها منذ مايو الماضي، وسط ترقب كبير لاجتماع “أوبك+” المنتظر يوم الأحد، والذي قد يشهد زيادة في إمدادات الخام، ما يعزز المخاوف من فائض المعروض خلال الفترة المقبلة. هبط سعر غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.5% ليغلق دون حاجز الـ62 دولاراً للبرميل، كما تراجع خام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 2.2% مسجلاً 65.50 دولاراً للبرميل.

ترقب اجتماع “أوبك+” وتداعياته على أسعار النفط

تركز الأسواق حالياً على اجتماع تحالف “أوبك+” المقرر في السابع من سبتمبر، الذي سيُحدد الاستراتيجية المقبلة للتحالف بعد استكمال ضخ 2.5 مليون برميل يومياً من الإمدادات المتوقفة في الاجتماع السابق؛ حيث أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن التحالف سينظر إلى “الوضع الحالي ككل” قبل اتخاذ أي قرار. وفق استطلاع أجرته “بلومبرغ” بين المتداولين والمحللين، أعرب 17 منهم عن توقعهم أن تحافظ “أوبك+” على مستويات الإنتاج كما هي في أكتوبر، في حين رجّح 6 محللين أن يعمد التحالف إلى زيادة إنتاج متواضعة. في الاجتماع السابق، وافق ثمانية أعضاء رئيسيين من التحالف على رفع الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر، مكملين بذلك ضخ 2.2 مليون برميل يومياً تم تجميدها في 2023، مع إشارة المسؤولين إلى أن الخطوة التالية قد تكون بزيادة أو خفض باعتدال.

ضغوط متزايدة تؤثر على سوق النفط وأسعار النفط

شهدت أسعار النفط هبوطاً بنحو 14% منذ بداية العام نتيجة زيادة “أوبك+” لأهداف الإنتاج بهدف استعادة حصتها السوقية من المنافسين، بينما استمر المنتجون خارج التحالف في زيادة إمداداتهم، مما خلق ضغوطاً إضافية. هذه التطورات ترافقت مع تصاعد المخاوف بشأن معدل الطلب على الطاقة، خاصة في ظل فرض إدارة ترمب سلسلة رسوم جمركية أثرت بشكل سلبي على معنويات السوق. شهد الأسبوع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 2.4 مليون برميل، متجاوزة التوقعات، مع وصول مخزونات مركز كوشينغ في أوكلاهوما إلى أعلى مستوى لها منذ مايو. إضافة إلى ذلك، ارتفعت مخزونات الديزل، مما خفف من التفاؤل السابق الذي كان يساند أسعار النفط، على حين انخفضت احتياطيات البنزين. هذه المؤشرات عززت الاعتقاد بحدوث فائض عالمي في المعروض، دفع المستثمرين إلى التريث انتظاراً لوضوح توجهات “أوبك+” الإنتاجية في الاجتماع المرتقب.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على آفاق أسعار النفط

تابع المستثمرون بشغف مستجدات التوترات الجيوسياسية التي أثرت بشكل ملحوظ على سوق النفط في الأسبوع المنصرم؛ حيث تحاول الولايات المتحدة الضغط على مشتري النفط الروسي لإجبار موسكو على قبول هدنة في أوكرانيا، وذلك من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على بضائع هندية تدخل ضمن الاتفاق. في هذا السياق، صرح الرئيس دونالد ترمب يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة تبدو وكأنها “خسرت الهند وروسيا أمام الصين الأشد ظلمةً”. هذه التطورات عززت حالة عدم اليقين التي تخيم على أسواق الطاقة، مضيفة أبعاداً جديدة على التحديات التي تواجه تحالف “أوبك+” في إدارة توازن السوق في المرحلة المقبلة.

• اجتماع “أوبك+” المرتقب يحدد مصير مستويات الإنتاج في أكتوبر
• زيادة المخزونات الأميركية تضغط على أسعار النفط
• التوترات الجيوسياسية تؤثر على سلاسل الإمدادات وأسواق الطاقة