ارتفاع الأسعار.. القفزة الجديدة في أسعار البن تهدد فنجانك اليومي

فنجان القهوة المفضل في خطر بسبب ارتفاع أسعار البن في الأسواق العالمية نتيجة تأثيرات التغير المناخي التي أدت إلى تراجع كبير في إنتاج حبوب البن لدى أكبر الدول المصدرة مثل البرازيل وفيتنام، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأسعار اليومية للبن، ويزيد من المخاوف حول استقرار الأسواق العالمية.

تطورات أسعار البن العالمية اليوم

نشرت وكالة بلومبرج استنادًا إلى بيانات صادرة عن «مكتب إحصاءات العمل الأمريكي»، أن أسعار البن المحمص المطحون في الولايات المتحدة الأمريكية سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا حين وصلت إلى 8.41 دولار للباوند، أي لما يقارب 453.6 جرام، وهذا يمثل ارتفاعًا قدره 33% مقارنة بالعام السابق، في دلالة واضحة على تشدد الأسواق وتقلص المعروض؛ وهو ما أدى إلى اقتراب أسعار القهوة العالمية من أعلى مستوياتها خلال آخر 50 عامًا، حيث تسجل الأسعار تقريبًا سقفها الذي بلغته في فبراير الماضي. وشهدت أسعار جميع أنواع البن، سواء البن المحمص أو القهوة الفورية، زيادة سنوية بلغت 14%، لتكون ثاني أسرع مكون في مؤشر أسعار المستهلك بعد البيض.

العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار البن اليوم

تُشير تحليلات بلومبرج إلى أن أسعار البن تتأثر بشكل رئيسي بعوامل العرض والطلب، مع قوة تأثير بارزة لعوامل مناخية حادة؛ إذ إن زراعة البن فائقة الحساسية تجاه التغيرات البيئية وتغيرات الطقس تؤثر بشكل ملحوظ في المحصول السنوي. فقد تعرضت البرازيل، أكبر مُنتج للبن في العالم، لجفاف شديد خلال صيف 2023، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المحصول، وهو ما يُشكل ضغطًا على سوق البن التي تزودها البرازيل بنحو 40% من الإنتاج العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الولايات المتحدة كأكبر مستورد للبن عالميًا على البرازيل بنسبة 32% من وارداتها. ويأتي فيتنام في المرتبة الثانية بين الدول الكبرى المصدرة للبن، وقد شهدت تراجعًا ملحوظًا في إنتاجها بنسبة 20% عام 2024 نتيجة الجفاف نفسه.

• البرازيل: أكبر منتج يغطي 40% من السوق العالمي
• الولايات المتحدة: أكبر مستورد، تعتمد بنسبة 32% على البرازيل
• فيتنام: ثاني أكبر مزود مع تراجع إنتاج 20% في 2024

توقعات أسعار البن المستقبلية وتأثير التغير المناخي

بحسب تقارير بلومبرج، ترسم توقعات أسعار البن المستقبلية صورة غير مستقرة للمستهلكين، مع استمرار الأسعار في الصعود بسبب استمرار ظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها المتصاعدة من موجات جفاف وفيضانات قد تصبح أكثر طورًا وقسوة. الأمر الذي يجعل من الصعب التنبؤ بمستوى العرض بدقة، ويعزز حالة التوتر في الأسواق. هذه العوامل المناخية تعني أن أسعار البن ستظل عرضة لتقلبات كبيرة على المدى القريب والمتوسط، ما يؤثر على المشهد الاقتصادي قرب الاستهلاك العالمي.

يرتبط مستقبل أسعار البن بشكل وثيق بتقلبات المناخ التي لا تزال تخيم على المناطق المنتجة، وترَّجح المصادر أن استمرار هذه الظواهر سيؤدي إلى استمرارية الزيادات السعرية، ما يحتم على الأسواق والمستهلكين التفكير بجدية في بدائل الاستهلاك والإنتاج.