قمة جديدة.. مؤشر “S&P 500” يرتفع إلى أعلى مستوى قبل صدور تقرير الوظائف الأميركية

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس مسجلةً أعلى مستوى تاريخي لها، بدعم من بيانات سوق العمل التي جاءت أضعف من التوقعات، مما عزز فرص خفض أسعار الفائدة وموّز أداء السوق بالرغم من نتائج أعمال شركات التكنولوجيا المخيبة للآمال. هذا المشهد يعكس تفاعل المستثمرين مع مؤشرات الاقتصاد وتوقعات السياسة النقدية.

ارتفاع الأسهم الأميركية بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة

شهدت الأسهم الأميركية ارتفاعاً ملحوظاً يوم الخميس، حيث زاد مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 0.8%، وصعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.9%، فيما سجل مؤشر أسهم الشركات الكبرى السبع زيادة قياسية بلغت 1.3%، ليصل إلى أعلى مستوى في تاريخه؛ كما هبط مؤشر “Cboe VIX” إلى نحو 15، بينما انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.16%، ما يعكس تراجع المخاوف في الأسواق المالية.
جاءت بيانات التوظيف في القطاع الخاص الصادرة عن شركة “ADP” لشهر أغسطس بأرقام أقل من توقعات الاقتصاديين، في حين سجلت إعلانات عمليات تخفيض الوظائف عبر “Challenger” أعلى مستوياتها منذ بداية عام 2020، الأمر الذي ساهم في تحفيز آمال المستثمرين بخفض أسعار الفائدة قريباً من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
أكدت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في “ADP”، خلال مكالمة إعلامية وجود “تباطؤ ملحوظ” في التوظيف، ما زاد من تفاؤل المتعاملين بأن البنك المركزي سيخفض الفائدة في الأسابيع المقبلة، وهو ما كان واضحاً في تحركات السوق التصاعدية.

خطوات سريعة نحو خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على السوق الأميركية

عقب صدور تقارير اقتصادية ضعيفة شملت ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأولية، وكذلك نتائج مؤشر “ADP” المخيبة، وما تلاها من بيانات منحى مسح فرص العمل ودوران العمالة (JOLTS)، إضافة إلى تقارير “بيج بوك” التي أظهرت تباطؤاً في الاقتصاد مع تجميد بعض التوظيفات بسبب عدم اليقين السياسي؛ صرّحت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق في مجموعة “مان” عبر البريد الإلكتروني، بأن الاحتياطي الفيدرالي يسرع خطواته نحو تخفيض أسعار الفائدة خلال أيام، مما يدعم أداء الأسهم.
لكن هوبر أظهرت حذراً من جانب المستثمرين الذين يبدو أنهم يغفلون عن المخاطر المتصاعدة بالسوق، مع التركيز على مزايا خفض أسعار الفائدة فقط، ولفتت إلى أن كثيراً من الأسهم متسعرة عند مستويات عالية أو تقترب من الكمال، ما قد يجعل الأشهر المقبلة أقل مثالية بسبب التحديات التي يواجهها استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، واحتمالية ارتفاع العوائد وضعف أرباح الشركات.
من جانبه، رأى إريك تيل، كبير مسؤولي الاستثمار في “كوميريكا لإدارة الثروات”، أن التباطؤ المستمر في سوق العمل، إلى جانب الشكوك حول سياسة التعريفات الجمركية وتعديلات الهجرة المتجددة، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي، يفتح المجال أمام فرص خفض أسعار الفائدة التحفيزية التي قد تلوح في الأفق، معتبرًا أن ضعف بيانات الوظائف يعزز هذا الاحتمال.

• بيانات التوظيف أضعف من المتوقع في أغسطس حسب ADP
• ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأولية
• تباطؤ في سوق العمل يدفع لتسريع خطوات خفض الفائدة
• مخاطر محتملة بسبب تقييمات مرتفعة للأسهم

تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة على أداء أسهم شركات التكنولوجيا والمالية الأميركية

في قطاع التكنولوجيا لم تغب الأخبار السلبية، حيث هبط سهم “سيلزفورس” بنسبة 4.9% بعد خفض توقعاته لنمو المبيعات ربع السنوي، وتراجع سهم “فيجما” بنسبة 20% إثر نتائج مبيعات مخيبة للآمال، كما خسر سهم “جيتلاب” 7.4% بعد توقعات أضعف وأعلن عن رحيل مديره المالي إلى “سنوفليك”. أما سهم “تكساس إنستريمنتس” فقد انخفض 4.3% عقب تحذير من مديره المالي بعدم بدء التعافي المتوقع.
على العكس من ذلك، استطاعت “أمازون” قيادة مكاسب قطاع التكنولوجيا بارتفاع 4.3%، كما صعدت أسهم “إتش بي إنتربرايز” 1.5% مع توقعات الشركة بانتعاش التدفق النقدي الحر رغم توقع انخفاض هوامش الربح، بينما ارتفعت أسهم “أميركان إيجل” بنسبة 40% بعد نتائج فاقت التوقع مع زيادة الطلب مدعومة بحملة إعلانية ناجحة بقيادة “سيدني سويني”.
في القطاع المالي، استحوذت مجموعة “جولدمان ساكس” على أسهم بقيمة مليار دولار من “تي. رو برايس”، ما رفع الأسهم بنسبة 5.8%، فيما أغلق مؤشر “بنك كيه بي دبليو” على مستوى قياسي بزيادة 1.5%.
جوش تشاستانت، مدير المحافظ الاستثمارية في “جايدستون للاستثمار”، أكد في مقابلة أن ارتفاع الأسهم جاء مع توقعات مكثفة لخفض أسعار الفائدة، مشيراً إلى غياب العوامل التي قد توقف انتعاش الاقتصاد الأميركي حالياً.
مع تداولات ما بعد السوق، شهد سهم “لولوليمون أثليتيكا” تراجعاً بنسبة 12% بعد خفض توقعاته جراء ضغوط الرسوم الجمركية، بينما تأرجحت أسهم “برودكوم” بين مكاسب وخسائر رغم توقعات مبيعات إيجابية، وسط بحث المستثمرين عن انطلاقة جديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وتتجه الأنظار الآن إلى تقرير الرواتب المرتقب يوم الجمعة لتحديد مسار السوق القادم.