رحيل محمود الجوهري.. قصة حياة جنرال الكرة المصرية وبطل أكتوبر العظيم

محمود الجوهري واحد من أعظم الشخصيات التي شهدتها الكرة المصرية، حيث تربع على عرش التاريخ كجنرال الكرة المصرية وبطل حرب أكتوبر، بعد رحلة طويلة حفلت بالإنجازات كلاعب ومدرب وقائد رياضي قدم الكثير لكرة القدم في مصر والعالم العربي. هذا المقال يستعرض تفاصيل حياة ومسيرة محمود الجوهري التي تركت أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الرياضة العربية.

مسيرة محمود الجوهري كجنرال الكرة المصرية وبطل حرب أكتوبر

ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938 بالقاهرة، وحصل على شهادة الكلية الحربية وبكالوريوس العلوم العسكرية في يوليو 1957، حيث خدم كضابط في سلاح الإشارة لمدة 20 عامًا، وشارك بفعالية في حرب أكتوبر المجيدة قبل أن يقدم استقالته عام 1977. كانت بدايته في عالم كرة القدم كلاعب داخل صفوف النادي الأهلي بين عامي 1955 و1961، إلا أن إصابته بالرباط الصليبي قيدت مسيرته كلاعب وجعلته يقرر الانسحاب من الميادين والتحول إلى التدريب. حقق الجوهري مع الأهلي العديد من البطولات شملت 6 بطولات دوري و3 كؤوس مصرية، ليتحول بذلك لواحد من أبرز رموز النادي.

دور محمود الجوهري في التدريب وإنجازاته مع الأندية والمنتخبات

لعب محمود الجوهري دورًا بارزًا كمدرب بعد بداية رحلته التدريبية داخل النادي الأهلي عام 1965، ثم انتقل إلى السعودية للإشراف الفني على نادي اتحاد جدة حتى عام 1982 ليعود فيما بعد لتدريب الأهلي مرة أخرى. ويمتاز الجوهري بكونه المدرب الوحيدة من الأهلي الذي تولى تدريب الزمالك في موسم 1993-1994، حيث قاد الزمالك للفوز ببطولة إفريقيا لأبطال الدوري ولقب السوبر الإفريقي على حساب الأهلي، في مشهد يتجاوز حدود العاطفة الرياضية. تحت قيادته، تمكّن النادي الأهلي من الحصول على أول لقب في دوري أبطال إفريقيا عام 1983. كما شملت مسيرته تدريب أندية خليجية عديدة مثل الهلال السعودي واتحاد جدة، إلى جانب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين، بالإضافة لتدريبه منتخب عمان في كأس الخليج 1996.

السجل المشرف لمحمود الجوهري مع منتخب مصر والكرة الأردنية

يشكل محمود الجوهري علامة فارقة في تاريخ المنتخب المصري، إذ قاد الفراعنة للتأهل إلى كأس العالم 1990 في إيطاليا، وهي المرة الثانية فقط في تاريخ المنتخب التي يصل فيها إلى المونديال. كما استطاع قيادة منتخب مصر للفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو، ليصبح أول مدرب يفوز بالبطولة مرتين كلاعب ومدرب معًا، بعد أن كان هداف البطولة ومشاركًا في بطولتي 1957 و1959. بعد رحيله عن المنتخب المصري عام 2002، تولى قيادة منتخب الأردن وحقق معه إنجازًا تاريخيًا عبر الوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس آسيا، وكان ذلك جيلًا مميزًا ترك بصمة في تاريخ الكرة الأردنية. عقب ذلك، شغل منصب المدير الفني لاتحاد الكرة المصري لمدة عامين قبل أن يعود للأردن كمستشار فني لاتحاد الكرة الأردني، وظل في هذا المنصب حتى نهاية حياته.

• محمود الجوهري ضابط في الجيش ومشارك في حرب أكتوبر
• لاعب الأهلي ثم مدرب ناجح مع أندية مصرية وخليجية
• أول مدرب فاز بكأس الأمم الإفريقية لاعبًا ومدربًا
• قاد منتخب مصر إلى كأس العالم 1990 وكأس إفريقيا 1998
• حقّق إنجازات مع منتخب الأردن وبقي مستشارًا فنيًا حتى وفاته

توفي محمود الجوهري يوم 3 سبتمبر 2012 في الأردن، حيث حظي بجنازة عسكرية وشعبية في العاصمة عمان، قبل أن يُنقل جثمانه إلى القاهرة بطائرة خاصة، بمرافقة الأمير علي بن الحسين، في مشهد يعكس مكانته الرياضية والإنسانية الكبيرة. تظل قصة محمود الجوهري مثالًا بارزًا على التفاني والنجاح في الدفاع عن الرياضة والبلاد، وهو في ذاكرة الجماهير المصرية والعربية رمز يُحتذى به في كرة القدم والخدمة الوطنية.