تحشيدات عسكرية.. هدوء مشوب بالقلق وسط احتمالات تصعيد في طرابلس

استمرار التحشيدات في طرابلس يثير هدوءًا حذرًا وسط مخاوف من مواجهات محتملة، حيث تحافظ العاصمة على سير حياتها اليومية ولكن بقلق متزايد من تفاقم الأوضاع الأمنية في ظل التوترات العسكرية والاحتقان الشعبي. يترافق هذا الهدوء الظاهر مع غموض مستمر حول المشاورات الجارية بين الأطراف المعنية، مما يضع البلاد على شفا مواجهة قد تعيد تأجيج النزاع.

استمرار التحشيدات في طرابلس وتأثيرها على الحياة اليومية والأمن العام

تعيش طرابلس حالة من الهدوء الحذر رغم استمرار التحشيدات العسكرية التي تزيد من مخاوف السكان من مواجهة مسلحة محتملة في أي لحظة، حيث تسير المدارس في العاصمة كما هو مقرر، وتُجرى امتحانات الدور الثاني لطلاب الشهادة الثانوية دون أي عرقلة أو تعطيل، الأمر الذي يعكس رغبة المجتمع المدني في الحفاظ على استقراره رغم التوترات المتصاعدة؛ غير أن القلق الشعبي لا يزال يتنامى مع استمرار التجمعات العسكرية التي تشكل تهديدًا للأمان العام وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات غير محسوبة العواقب.

الغموض يحيط بالمشاورات بين حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع وسط توترات متصاعدة

تدور المشاورات التي يقودها الوسطاء بين حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع في أجواء من الغموض والفتور، حيث لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن، ما يعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في طرابلس وتأثيرها على محاولات تخفيف التوتر؛ فيما يستمر المشاركون في المحادثات في تبادل الاتهامات، مما يزيد من تعقيد الوصول إلى حلول توافقية. هذا التدافع أدى إلى استمرار المناكفات السياسية، ودفع البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي إلى تجديد الدعوات لخفض التصعيد وفتح حوار سياسي شامل يضمن حقوق الأطراف ويجتنب العنف؛ وتحذر المؤسسات الليبية الرسمية، مثل المجلس الرئاسي ومجلس النواب، من المخاطر التي ينجم عنها الانتشار العسكري المكثف، خاصة في ظل الافتقار إلى دور اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” التي من المفترض أن تتحكم في ضبط الأوضاع.

المطالبات الدولية والمحلية لإيقاف التصعيد وتأمين حوار سياسي فعال في طرابلس

تتزايد الدعوات الدولية، على رأسها البعثة الأممية والاتحاد الأوروبي، لخفض حدة التوتر في طرابلس والانخراط في مسار سياسي حقيقي يُخرج البلاد من دائرة الصراع، تزامنًا مع تحذيرات محلية تصدر عن جهات رسمية بارزة؛ حيث اعتبر رئيس الحكومة المكلّفة من البرلمان، أسامة حماد، أن تفاقم الأوضاع الأمنية في العاصمة يعود بالأساس إلى “مفاوضات هشة” تجري تحت إشراف البعثة الأممية، والتي لم تنجح في منع انزلاق الوضع إلى العنف، مؤكدًا أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة الراهنة. وقد تضمنت المطالبات اللازمة لإنجاح هذا الحوار:

  • خفض فوري للتحركات العسكرية داخل المدينة وإيقاف كافة التحشيدات
  • تفعيل دور اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” لضبط انتشار القوات
  • تعزيز دور الوسطاء الدوليين في تسهيل التوافق بين الأطراف
  • التركيز على الحلول السياسية بعيدًا عن أي خيارات عسكرية
الجهةالموقف والدعوات
البعثة الأممية والاتحاد الأوروبيتجديد دعوات خفض التصعيد والحوار السياسي
المجلس الرئاسي ومجلس النوابالتحذير من خطورة الانتشار العسكري وغياب دور “5+5”
رئيس الحكومة المكلّفة، أسامة حمادتحميل البعثة المسؤولية عن تفاقم الأوضاع ودعوة للحوار السياسي

تستمر التحشيدات في طرابلس وسط أجواء من الترقب، ويبدو أن الشارع الليبي يستشعر حالة من القلق مرتبطة بالوضع العسكري والسياسي المضطرب، في حين يميل الجميع إلى تفضيل الحوار كأداة وحيدة للتهدئة وتخفيف حدة الأزمة؛ فتسير الحياة اليومية بحذر، وتظل المشاورات في إطار غير محدد حتى تتحقق نتائج ملموسة تُبعد شبح المواجهات المحتملة وتؤمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للعاصمة والمواطنين.