ذروة أسبوعين.. اليورو يفقد مكاسبه قبيل صدور بيانات التضخم الأوروبية

الاستقرار الحالي لسعر البيتكوين وتأثير تخزين الشركات والمؤسسات على تقلباته يجعلان من البيتكوين خياراً رقمياً جذاباً ومتزايد الأهمية في الأسواق المالية العالمية، مع تسجيل ارتفاعات مستمرة منذ بداية العام وتحولات تنظيمية تعزز من اعتماد العملات المشفرة على نطاق واسع.

الاستقرار الحالي لسعر البيتكوين ودور العطلات الرسمية في الأسواق المالية

شهد سعر البيتكوين استقراراً ملحوظاً خلال تداولات يوم الإثنين، في ظل تراجع الحركة التداولية نتيجة عطلة رسمية في وول ستريت بمناسبة عيد العمال في الولايات المتحدة، مما ساهم في تعاملات هادئة وإيقاف مؤقت للتقلبات الحادة المعتادة. هذا الاستقرار جاء بعد انخفاض سعر البيتكوين إلى 108 آلاف دولار يوم الجمعة، قبل أن يتعافى مسجلاً تجاوز 109 آلاف دولار يوم الإثنين، بمعدل ارتفاع يفوق 17% منذ بداية العام.

تأثير تخزين الشركات والمؤسسات على تقلبات البيتكوين وجاذبيته الاستثمارية

أظهرت الدراسات انخفاضاً ملحوظاً في نطاق تقلبات سعر البيتكوين على مدار الثلاثة والستة أشهر الماضية، وهو ما يعكس تقلص الاضطرابات السعرية، وتزامن ذلك مع تسارع وتيرة استحواذ الشركات الكبرى على كميات كبيرة من العملة الرقمية. ووفقاً لاستراتيجيي “جي بي مورغان”، يمثل تخزين المؤسسات ما يزيد على 6% من إجمالي المعروض من البيتكوين، ما يشير إلى ما يشبه التيسير الكمي الخاص في أسواق العملات المشفرة، الأمر الذي يقلل من حدة التقلبات ويعزز من ثقة المستثمرين.
ويُعزى هذا الانخفاض في تقلبات البيتكوين أيضاً إلى ظهور منتجات مالية جديدة مثل العقود الآجلة والصناديق المتداولة في البورصة، التي فتحت الباب أمام شريحة أكبر من المستثمرين ليتمكنوا من الدخول إلى سوق البيتكوين بصورة أكثر تنظيماً وأماناً.

دور الشركات العامة والخاصة والتطورات التنظيمية في تعزيز اعتماد البيتكوين والعملات المشفرة

شهد عام 2024 تحولات استراتيجية هامة على صعيد تبني البيتكوين من قبل الشركات عامةً وخاصةً، حيث تخطت شركات مثل “ستراتيجي” التي أسسها مايكل سايلور، مرحلة شرائية مكثفة ضخت عشرات المليارات من الدولارات في البيتكوين، متبعة أسلوب الدمج بين إصدار الديون والأسهم لتمويل مشترياتها. ودعم القوانين الجديدة الصادرة عن الإدارة الأميركية، والتي تسمح بإدراج العملات المشفرة في خطط التقاعد، إضافة إلى السماح للبنوك بإصدار عملات مستقرة مربوطة بالدولار، أدت إلى تعزيز مكانة البيتكوين في الأسواق المالية.

وقد تتضح أهم التطورات في الجدول التالي:

• حتى الآن، تبنت نحو 180 شركة استراتيجية شراء البيتكوين عبر إصدار الديون والأسهم مع استثناءات في تقييم الأسهم
• مشتريات البيتكوين خلال يوليو شكلت ما يقرب من ثلثي إجمالي المشتريات بين أكبر المشترين، بينهم صناديق حكومية وشركات عامة وخاصة
• لم تقتصر المشتريات على البيتكوين، بل شملت عملات مشفرة أخرى مثل إيثر وكرونوس، مما أحدث تحركات سعرية كبيرة

في ظل هذه التطورات، ينظر خبراء مثل نيكولاس بانيجيرتزغلو إلى انخفاض تقلبات البيتكوين على أنه يعزز من جاذبيته الاستثمارية، مما قد يجعله منافساً قوياً للذهب كأصل يُعتمد عليه للاستثمار؛ إذ يقلل الاستقرار المخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية ويزيد من قابليتها للاعتماد المؤسسي والخاص. تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة ضخ الشركات للأموال في البيتكوين أُطلق عليها أحياناً اسم “طباعة الأموال”؛ نسبةً إلى سياسة التيسير الكمي التي استخدمها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لدعم الاقتصاد، وهي خطوة تحمل معها مخاطر محتملة مثل زيادة المخاطرة في استثمارات، وظهور فقاعات في الأصول، وربما تضخم مستقبلي، وهو ما يضع مسؤولية متزايدة على المستثمرين والحكومات في إدارة هذا التحول المالي بوعي وحذر.

تتسارع وتيرة التحولات المالية والتنظيمية الخاصة بالبيتكوين والعملات المشفرة بوصلات قوية نحو تعميق الشمول المالي ورسم آفاق استثمارية جديدة، الأمر الذي يثير نقاشات واسعة حول المدى الذي يمكن أن يستمر فيه الاعتماد المؤسسي بهذا الشكل، ومدى تأثيره على الأسواق المالية العالمية بشكل عام.