100 ألف ريال.. موظف يتلقى مبلغًا نقديًا من رئيسه في جدة ومفاجأة تغير مجرى الأحداث

سعيد من حضرموت وقصة استعادته لمبلغ 100 ألف ريال بعد نسيانه في التاكسي تجسد حكمة الأمانة ومسؤولية العمل التي يجب أن يتحلى بها كل موظف ناجح، فقد ظل سعيد يعمل مع صاحب شركة سعودي في جدة منذ تأسيسها حتى بلغ السادسة وستين من عمره، مما يبرز قيمة الالتزام والتفاني في العمل.

كيف وصل سعيد من حضرموت إلى منصب مدير الحسابات بفضل أمانته

بدأ سعيد حياته المهنية كصبي بسيط من حضرموت يعمل مع شركة سعودية ناشئة في جدة، واستمر في العمل بجوار مدير الشركة منذ تأسيسها حتى أصبح في عام 1402 هـ مديراً للحسابات، وهذا المنصب لم يتحصل عليه إلا بفضل أمانته الجلية واجتهاده المتواصل يومياً، مما جعله نموذجاً يُحتذى به في الالتزام والصدق داخل بيئة العمل.

الواقعة التي كادت تهدد أمانة سعيد وكيف تعامل معها بحكمة

في يوم من أيام عام 1402 هـ، منح المدير سعيد مبلغ 100 ألف ريال داخل ظرف، ليُودعه في حساب الشركة قبل موعد صرف شيك مكتوب بنفس القيمة لصالح أحد الأشخاص في يوم السبت التالي، لكن سعيد نسي المبلغ في التاكسي أثناء عودته لمنزله، وعندما أدرك ذلك، عاد يبحث عن السائق إلا أنه لم يجده، مما دفعه لاتخاذ خطوات صعبة:

• بيع سيارته وذهب زوجته بمبلغ 50 ألف ريال
• اقتراض مبلغ 50 ألف ريال من أحد أقاربه ومعارفه
• إيداع المبلغ كاملاً في حساب الشركة في البنك صباح يوم السبت بدون إبلاغ المدير بحادثة النسيان

رد فعل المدير وصبر سعيد الذي ترجمه إعادته للمبلغ بكل أمانة

عندما عاد سعيد إلى الشركة وسلم المدير إيصال إيداع المبلغ كاملاً، فوجئ المدير بسؤال صريح: “كيف أودعت المبلغ رغم نسيانه في التاكسي؟ من أين لك بهذا المبلغ، أم أن الإيصال مزور؟”، مما دفع سعيد للسؤال عن طريقة علم المدير بالأمر. أوضح المدير أن سائق التاكسي كان قد وجد المبلغ وعاد يبحث في المنطقة التي يسكن فيها سعيد، ولم يعثر عليه، فأعاد المبلغ للشركة وطلب مقابلة المدير، وهذا ما كشف عن أسمى معاني الأمانة في المجتمع.

تأثر سعيد كثيراً، وانهار بالبكاء عندما سرد قصة كيفية جمعه للمبلغ حتى لا يذهب إلى ملفه شائبة، خاصة مع اقترابه من عمر الستين، رافعاً شعار النزاهة التي تميز حياته العملية. ولعب المدير دوراً حاسماً حين أعاد له مبلغ 100 ألف ريال، ونصحه باستعماله لشراء سيارة وتسديد ديون الأهل والمعارف، فيما منح سائق التاكسي مبلغ 1000 ريال مكافأة على أمانته التي استحقت الثناء.

تُظهر قصة سعيد من حضرموت كيف أن الأمانة والعمل الدؤوب يفتحان أبواب النجاح مهما كانت التحديات، ويعكسان روح الوفاء والمسؤولية التي يجب أن يسعى لها كل موظف، فتلك القيم هي الضمان الحقيقي لاستمرارية النجاح والاحترام داخل أي مؤسسة مهما كانت الظروف المحيطة.