5 أسابيع.. تراجع الدولار يصل لأدنى مستوى منذ فترة طويلة

تراجع الدولار اليوم الاثنين لأدنى مستوى خلال خمسة أسابيع مع ترقب الأسواق صدور بيانات سوق العمل الأمريكية هذا الأسبوع، والتي قد توجه التوقعات نحو مسار مجلس الاحتياطي الاتحادي في سياسة التيسير النقدي؛ إذ يقيم المتعاملون بيانات التضخم التي صدرت الجمعة، إلى جانب حكم قضائي قضى بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والصراع المستمر بين ترامب ومجلس الاحتياطي بشأن محاولة إقالة ليسا كوك عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأمريكي.

تراجع الدولار اليوم الاثنين وتأثير بيانات سوق العمل الأمريكية على توقعات الفائدة

شهد الدولار تراجعًا مقابل سلة من العملات بنسبة 0.15% ليصل إلى 97.71 نقطة بعد تسجيله 97.534، وهو أدنى مستوى له منذ 28 يوليو الماضي، فيما سجل الدولار انخفاضًا شهريًا بلغت نسبته 2.2% يوم الجمعة؛ ويترقب المستثمرون خلال الأسبوع الحالي تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر يوم الجمعة، إلى جانب بيانات الوظائف الشاغرة والوظائف في القطاع الخاص، حيث تعتبر هذه المؤشرات محورية لتقييم حالة سوق العمل الأمريكي ودورها في اتجاهات السياسة النقدية للبنك المركزي؛ ويتوقع المستثمرون حاليًا بنسبة 90% أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر في 16 و17 سبتمبر، مع توقع خفض إجمالي بنحو 100 نقطة أساس بحلول خريف عام 2026، وفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.

ويرى محللون أن أداء الاقتصاد الأمريكي لم يعد يتفوق على التوقعات كما كان طوال معظم العقد الماضي، وهو ما يبرر تراجع الدولار، في ظل مؤشرات تستشرف ضعفًا متزايدًا في سوق العمل؛ حيث قال كلاوس بادر، الخبير الاقتصادي في بنك سوسيتيه جنرال، إن ضعف البيانات الاقتصادية الحاد يشير إلى احتمال استجابة أقوى من مجلس الاحتياطي الاتحادي مقارنة بما تتوقعه الأسواق، مضيفًا أن ضعف شهري مايو ويونيو قد يكون خداعًا إحصائيًا، وإذا تكرر ذلك، يصبح خفض أسعار الفائدة غير مبرر، خصوصًا مع احتمال ارتفاع التضخم خلال العام المقبل.

تراجع الدولار اليوم الاثنين وسط مخاوف استقلالية مجلس الاحتياطي والتوتر السياسي

تجاوزت المخاوف بشأن استقلال مجلس الاحتياطي الاتحادي تأثيرات توقعات أسعار الفائدة على الدولار، إذ تزايدت المخاوف مع تكثيف الرئيس ترامب حملته للضغط والمزيد من التأثير على السياسة النقدية؛ كما يتفاعل الدولار بشكل عام مع الأحداث السياسية والاقتصادية الراهنة بما فيها الحكم القضائي على الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية؛ وفي هذا الإطار، ارتفع اليورو بنسبة 0.22% مقابل الدولار ليصل إلى 1.1707 دولار، كما صعد الجنيه الإسترليني 0.25% إلى 1.3537 دولار، في حين أُغلقت الأسواق الأمريكية بسبب عطلة الاثنين.

وأكد جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في دويتشه بنك، أن مخاطر الهيمنة المالية من المتوقع أن تتضح أكثر عبر ارتفاع معدلات التعادل مع التضخم على المدى الطويل، وكذلك عبر زيادة خفض المخاطر على الدولار، مضيفًا أن كليهما لم يتحقق حتى الآن؛ ويشير مصطلح الهيمنة المالية إلى احتمالية اضطرار البنوك المركزية إلى تيسير سياساتها النقدية بهدف دعم تمويل العجز الكبير في الميزانية.

مؤشرات العملات العالمية وتطورات السوق بعد تراجع الدولار اليوم الاثنين

شهد الدولار ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.14% مقابل الين ليصل إلى 147.26 ين، على الرغم من انخفاضه الشهري بنسبة 2.5% خلال أغسطس؛ وفي الصين، صعد اليوان داخل التعاملات بنسبة 0.1% إلى 7.1374 أمام الدولار، منهياً بذلك سلسلة تراجعات استمرت ستة أيام متتالية بعدما هبط الجمعة إلى 7.1260، وهو أدنى مستوى سجله منذ فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2024؛ تجدر ملاحظة أن تذبذب العملات الرئيسية مرتبط بشكل وثيق بالأخبار الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على ثقة المستثمرين.

  • تراجع الدولار واضطرابات السياسة النقدية الأمريكية
  • نماذج توقعات خفض أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الاتحادي
  • تطورات سوق العملات العالمية وتأثيرها على التجارة والاستثمار
العملةالتغير مقابل الدولارملاحظة
الدولار-0.15%أدنى مستوى منذ 28 يوليو
اليورو+0.22%ارتفع إلى 1.1707 دولار
الجنيه الإسترليني+0.25%وصل إلى 1.3537 دولار
الين الياباني+0.14%بعد انخفاض شهري 2.5%
اليوان الصيني+0.1%أنهى سلسلة انخفاضات من 6 أيام

يبدو أن الأسواق في مرحلة انتظار حاسمة لمؤشرات الوظائف والبيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد ترسم ملامح تحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي في الفترة المقبلة؛ في ظل حالة من الحذر والترقب الذي يجمع بين تراجع الدولار وتأثيرات التوترات السياسية الاقتصادية، وسط سيناريوهات متباينة تخضع لتدقيق دقيق من المحللين والمستثمرين.