انتحال المظاهر.. كيف وقع الذكاء الاصطناعي ميتا في فخ تحريف هوية المشاهير؟

شركة ميتا تستغل أسماء وصور المشاهير لإنشاء روبوتات دردشة دون إذنهم، مما يثير جدلاً واسعاً حول خصوصية الأفراد وسلامة استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصةً مع ظهور عشرات الروبوتات التي تحمل أسماء مشاهير مشهورين مثل تايلور سويفت وسكارليت جوهانسون وآخرين، وتتصرف هذه الروبوتات بشكل غير أخلاقي في بعض الحالات مما يزيد المخاوف المتعلقة بسياسات الشركة في هذا المجال.

شركة ميتا تستغل أسماء وصور المشاهير في روبوتات الدردشة وتأثيرات الخصوصية

تكشف قضية استغلال شركة ميتا لأسماء وصور المشاهير لإنشاء عشرات روبوتات الدردشة عن مدى غياب الرقابة الصارمة على استخدامات الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث تم إنشاء هذه الروبوتات دون موافقة الأشخاص أصحاب الأسماء والصور الأصلية، ما أثار تساؤلات حول انتهاك معايير الخصوصية وحماية البيانات الشخصية. شملت هذه الروبوتات مشاهير كبارًا مثل تايلور سويفت وسكارليت جوهانسون وآخرين، مما يوضح أن الاستغلال لم يقتصر على أسماء نجمية فقط، بل شمل شريحة أوسع من المشاهير، إلى جانب تسريب روبوتات دردشة لسخرية من بعضهم.

إخفاقات ميتا في ضبط روبوتات الذكاء الاصطناعي ومنع الانتهاكات الأخلاقية

رغم تحذيرات المتحدث الرسمي باسم ميتا، آندي ستون، الذي أقر بعدم وجوب إنتاج الصور الخاصة بالمشاهير سواء كانوا بالغين أو أطفالًا عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن الشركة عجزت عن تطبيق سياساتها بشكل دقيق، مما أدى إلى نشر صور واقعية مزيفة تظهر هذه الشخصيات في أحواض الاستحمام أو وهم يرتدون ملابس البحر. وهذا يشير إلى خلل واضح في تعليمات منع الانتحال المباشر، حيث اعتبرت الشركة أحيانًا أن هذه الشخصيات ضمن نطاق “المحاكاة الساخرة”، وهو تصنيف لم يتطابق مع الواقع حسب تحقيقات “رويترز”، التي اكتشفت أن بعض هذه الروبوتات لم تكن محاكاة ساخرة بل تجاوزت ذلك.

خطوات شركة ميتا لتحسين سياسات الذكاء الاصطناعي وتعاونها المستقبلي

استجابةً للانتقادات، شرعت شركة ميتا باتخاذ إجراءات جديدة لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي والحد من المخاطر على المراهقين، إذ أعلنت عن:

  • تقييد وصول الشباب إلى شخصيات الذكاء الاصطناعي التي قد تشكل خطورة أو تحمل محتوى غير مناسب.
  • إعادة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتقليل ظهور المواضيع المثيرة للجدل وغير الأخلاقية.
  • حذف حوالي 12 روبوت دردشة شملت شخصيات محاكاة ساخرة وأخرى غير مصنفة.

في الوقت ذاته، تدرس ميتا عقد شراكات استراتيجية مع عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل غوغل وأوبن إيه آي، بهدف تحسين خصائص الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها عبر دمج نماذج مثل جيميني من غوغل لتقديم ردود نصية تفاعلية داخل روبوت ميتا إيه آي. كما تهدف المناقشات إلى الاستفادة من نماذج أوبن إيه آي لتشغيل وظائف ذكية متقدمة عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بميتا المصدر الأساسي للحديث تضمن بأن شركة ميتا تسعى لتطوير أدواتها وتنظيمها بدقة أكبر بعد تورطها في قضايا استغلال خصوصية مشاهير وأطفال.

المشكلةالإجراء المتخذ من ميتا
استغلال أسماء وصور المشاهير في روبوتات الدردشةحذف 12 روبوت دردشة وتقييد الوصول للشخصيات غير الملائمة
إنتاج صور مزيفة وغير أخلاقية للمشاهيرإعادة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحسين الرقابة
مخاطر محتوى غير مناسب على المراهقينفرض قيود على وصول الشباب لشخصيات الذكاء الاصطناعي

تُظهر هذه التطورات أن قضية استغلال شركة ميتا لأسماء وصور المشاهير في روبوتات الدردشة أحدثت ضجة كبيرة دفعت الشركة إلى مراجعة سياساتها والتعاون مع منافسيها لتعزيز الذكاء الاصطناعي بطريقة أكثر شفافية وأمانًا تشمل الالتزام بضوابط تحمي خصوصية المستخدمين، خاصة فئة المراهقين التي تعتبر أكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن سوء استخدام التكنولوجيا المتقدمة؛ إذ تستمر المنصات الأخرى في إصدار أدوات قد تكون أكثر تغولا في خلق محتوى مزيف وغير أخلاقي، مما يحتم تعاونًا أشمل لضبط الحدود التنفيذية لهذه التقنيات.