مكاسب أغسطس.. ارتفاع ملحوظ في مؤشرات وول ستريت ونيكاي خلال الشهر الماضي

الأسواق العالمية في أغسطس تراوحت بين مكاسب و خسائر وسط تصاعد المخاوف بشأن سياسات ترامب المستجدة وتأثيرها على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى تراجع أسعار الخام الأمريكي بنسبة 7.5% مع نهاية الشهر، مما وضع المستثمرين في حالة ترقب متزايدة لتطورات الاقتصاد والسياسة على المستوى الدولي.

تأثير سياسات ترامب على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي والأسواق المالية

أثارت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقاً متزايداً بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، خاصة بعد إقدامه على إقالة عضوة مجلس الاحتياطي ليزا كوك، المتهمة في قضايا احتيال بالرهن العقاري، معطية انطلاقة لدعوى قضائية تضع تساؤلات حول صلاحية ترامب في هذا السياق؛ هذا التصعيد جاء بالتزامن مع الضغوط المتزايدة التي يمارسها ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالباً بخفض أسعار الفائدة. وأشار باول خلال ندوة جاكسون هول السنوية إلى احتمال خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، ما أثار تقلبات ملحوظة في الأسواق المالية وسط ترقب المستثمرين لمئشرات التضخم والرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد.

المؤشرات العالمية بين المكاسب والتراجعات في ظروف اقتصادية متأزمة

شهدت الأسواق الرئيسية تباينات واضحة خلال أغسطس، ففي «وول ستريت» سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مكاسب شهرية بنسبة 1.9%، مغلقاً عند مستوى 6460.26 نقطة، مع تحقيق ارتفاع إجمالي يقارب 10% منذ بداية العام، بينما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بأكثر من 3%، و«ناسداك» بنحو 1.58% مدعوماً بقطاع التكنولوجيا. رغم ذلك، تباين أداء أسهم التكنولوجيا الكبرى، إذ هبطت أسهم «إنفيديا» و«أمازون» و«ميتا»، فيما ارتفعت «آبل» و«تسلا» بشكل ملحوظ. كما شهد مؤشر «راسل 2000» أفضل أداء له منذ نوفمبر 2024، مسجلاً مكاسب تقارب 7%. وفي المقابل، سجلت المؤشرات الأوروبية أداءً متبايناً؛ حيث حقق مؤشر «ستوكس 600» مكاسب شهرية 0.85%، رغم خسارة أسبوعية في الأسبوع الأخير، متأثرًا بمخاوف الضرائب على البنوك البريطانية. من ناحية أخرى، أكمل مؤشر «فوتسي 100» البريطاني شهر أغسطس بمكاسب 0.61%، في حين سجل مؤشر «داكس» الألماني تراجعًا طفيفاً 0.6%، رغم ارتفاع التضخم إلى 2.1%، وانخفض مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 0.87%، مدفوعاً بمخاوف سياسية واقتصادية.

تراجع أسعار الخام الأمريكي وأثره على الأسواق العالمية وسط توقعات متشعبة

تكبد الخام الأمريكي خسائر شهرية بلغت 7.5% خلال أغسطس، مسجلاً 64.01 دولاراً للبرميل عند التسوية، مقارنة بـ69.26 دولاراً في يوليو، مع تفاقم خسائر الخام منذ بداية العام لتصل إلى نحو 10.7%. كما انخفض خام برنت بحوالي 6% إلى 68.12 دولاراً للبرميل، مسجلاً خسائر سنوية تقارب 9%. يرتبط هذا التراجع بالتوقعات المتزايدة لضعف الطلب الأمريكي ومخاوف من تعثر اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، رغم لقاء الرئيس ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الملف. ويتجه اهتمام الأسواق الآن إلى اجتماع منظمة «أوبك+» المرتقب، وسط تقلبات تضغط على أسعار النفط. في المقابل، استفاد الذهب من تراجع الدولار وترقب المستثمرين لخفض الفائدة الأمريكية، محققاً مكاسب شهرية بأكثر من 4% ووصل إلى مستويات 3450 دولاراً للأونصة.

  • مؤشرات الأسهم الأمريكية: ارتفاعات مستمرة رغم تباين أداء أسهم التكنولوجيا
  • المؤشرات الأوروبية: مكاسب محدودة مع ضغوطات سياسية
  • أسعار النفط: خسائر شهرية بسبب تخوفات الطلب العالمي
  • أسعار الذهب: مكاسب مدعومة بتراجع الدولار وانتظار خفض الفائدة الأمريكية
المؤشرأداء أغسطسالأداء منذ بداية العام
ستاندرد آند بورز 500زيادة 1.9%زيادة 10%
داو جونز الصناعيزيادة 3%زيادة 7%
ناسداكزيادة 1.58%زيادة 11%
ستوكس 600زيادة 0.85%زيادة 8.6%
داكس الألمانيانخفاض 0.6%زيادة 20%
كاك الفرنسيانخفاض 0.87%زيادة 4.3%

تواصل الأسواق العالمية ملامحها المتقلبة بين المكاسب والتراجعات، وسط حساسية متزايدة حيال سياسات ترامب وتأثيرها على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي والقرارات المرتقبة بشأن الفائدة، مما يعكس حالة من الترقب والقلق في ظل تعقيدات اقتصادية وجيوسياسية متعددة، تستدعي استمرار مراقبة المستثمرين لتطورات الأسعار والمؤشرات المالية عبر المحيط الأطلسي.