تذكار اليوم.. الكنيسة القبطية تكرم نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي

الكنيسة القبطية تحتفل اليوم بتذكار نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي، وهو حدث ديني عظيم يحيي ذكرى حياة قديس عظيم قدم مساهمات روحية جليلة في خدمة الإيمان المسيحي رغم الظروف الصعبة التي مر بها؛ هذا التذكار الذي يصادف 24 مسرى وفقًا للتقويم القبطي يجمع المؤمنين لإحياء سيرته التي تمثل نموذجًا للإيمان والصبر والتضحية.

نشأة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي وإيمانه العميق

ولد القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي في أسرة مسيحية متواضعة، كان والده الكاهن سجاز آب ووالدته سارة مثالاً للتقوى، بالرغم من معاناتهما من العقم لفترة طويلة، فقد استجاب الله صلواتهما ومنحهما طفلًا مباركًا، يُعرف لاحقًا بأنه عمود من أعمدة الكنيسة وزرع الإيمان في قلوب الناس. ترعرع في جو ملؤه الحب والرحمة، وخدمة الفقراء، مما غرس بداخله قيم التضحية والتفاني، فكانت هذه الأسس التي بنى عليها حياته الروحية والعملية خدمة للرب وللمجتمع.

تذكار نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي وتجربته في مواجهة الاضطهاد

شهدت حياة أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي فترة عصيبة من الاضطهاد على يد الملك الوثني موتملي، الذي أغلق الكنائس وحاول استعادة عبادة الأصنام، إلا أن القديس ظل صامدًا في إيمانه، لم تعقه المحن عن حمل رسالة المسيح، بل قام بعدة رحلات تبشيرية لتعميم الإيمان، متحملًا التعذيب والنفي بشجاعة وإيمان راسخ. إحدى الحوادث البارزة في حياته كانت تعرضه للإلقاء في كهف مليء بالوحوش الشرسة، لكنه خرج منه بمعونة إلهية، وهو حدث اعتبره المؤمنون معجزة أضاءت طريق الكثيرين إلى اعتناق المسيحية.

معجزات وأعمال القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي ودوره في الكنيسة

يشتهر القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي بعدد من المعجزات التي شهد بها الجميع، مثل شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، كما أسهم في تحويل مدينة كاملة إلى المسيحية بعدما عمد أكثر من 60 ألف شخص، وهذا الإنجاز جعله رمزًا روحيًا خالدًا في تاريخ الكنيسة. اتسمت حياته بالنسك والزهد، حيث قضاها في الصلاة، الصوم، وخدمة الآخرين، ما جعله قدوة للأجيال التي تلته. توفي عن عمر يقارب 99 عامًا، وبعد وفاته استمر جسده الطاهر في بث البركة حيث كان يضيء قنديل الكنيسة عند الطواف بجسده حول المذبح، ونُقل رفاته إلى دير ليبانوس في الشوا، ليظل ملتقى للمؤمنين من مختلف المناطق.

رمزية تذكار نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي ودروس روحية مستفادة

يرمز تذكار نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي إلى ثبات الإيمان والتصميم على مواصلة طريق الله رغم المحن، وهو درس لكل المؤمنين بضرورة الالتزام بالقيم الروحية مثل الصلاة والتوبة، لما لهذا القديس من مثال حي للصمود والإيمان العميق. تحرص الكنيسة القبطية على إحياء ذكراه سنويًا لتثبيت مكانته وإلهام الأجيال الجديدة بقيمة الإيمان والعمل الصالح، مع تنوع النصائح الروحية التي ترتكز على:

  • الالتزام بالصلاة المستمرة لتقوية الروح ومواجهة الصعوبات.
  • خدمة الفقراء والمحتاجين كطريق لنيل البركة والرضا الإلهي.
  • الثبات على الإيمان رغم المصاعب كطريق نحو القداسة.
  • التأمل في حياة القديسين لتغذية الرجاء وتعزيز القوة الروحية.
التاريخ القبطيالتاريخ الميلادي
24 مسرى30 أغسطس 2024

الكنيسة القبطية تحتفل تذكار نياحة القديس أنبا تكلاهيمانوت القس الحبشي لتسليط الضوء على حياة مليئة بالإيمان والتحدي والمعجزات التي نفذت عبر الزمن، مما يجعله رمزًا خالدًا يحتذى به في مسيرة الإيمان المسيحي، في ظل الصراعات والأوقات العصيبة التي تحتاج إلى مثال صلاة وتوبة وصمود ثابت. تظل ذكراه محركًا لتقوية الإيمان والشجاعة في وجه كل ما يعترض المؤمنين، وتذكيرًا بأن النصر الروحي لا يأتي إلا بالمثابرة والارتباط العميق بالله والخدمة المستمرة للناس.