خبير جيولوجيا يوضح سبب غلق إثيوبيا بوابات سد النهضة بعد يومين من فتحها اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025

سد النهضة وإغلاق بوابات المفيض بعد يومين من فتحها أثار جدلاً واسعًا بشأن الأسباب الفنية والسياسية وراء هذه الخطوة، إذ كشف خبير جيولوجيا أهمية هذا القرار في سياق تجريب آلية التشغيل الخاصة بالبوابات والتوربينات. القرار يعكس مدى عدم الاستقرار الفني والإداري في إدارة السد، وهو أمر يؤثر على دول المصب بشكل متفاوت حسب قربها من السد والموقع الجغرافي.

سبب إغلاق بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين من فتحها وأثره الفني

أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن إغلاق بوابات مفيض سد النهضة بعد يومين من فتحها يأتي على الأرجح في إطار تجارب فنية لاختبار آلية العمل الخاصة بالبوابات، خاصة في ظل وجود خلل في شبكة تشغيل السد يجعل إدارة المشروع في حالة تخبط فني وإداري؛ إذ فتحت إثيوبيا بين بوابتين وأربع بوابات من المفيض العلوي يوم 24 أغسطس 2025 ثم أغلقتها بسرعة، ما يؤكد أن الفترة الحالية تمثل مرحلة تجريبية لكلا من البوابات والتوربينات التي تم تركيبها مؤخرًا. هذه الخطوة تظهر الحاجة الملحة لضبط عمليات التشغيل قبل الانتقال إلى العمل بكامل القدرة لضمان استقرار تدفق المياه.

تأثير إغلاق بوابات مفيض سد النهضة على الدول المجاورة وفق الخبير الجيولوجي

يشير خبير الجيولوجيا الدكتور عباس شراقي إلى أن إغلاق أو فتح بوابات مفيض سد النهضة لا يشكل تهديدًا فوريًا على السد العالي في مصر، وذلك لأن فترة وصول المياه إلى بحيرة ناصر تستغرق حوالي أسبوعين. ومع ذلك، تأثير هذا الإجراء يكون أشد وضوحًا على سد الروصيرص السوداني، الذي يبعد عن سد النهضة بحوالي 100 كيلومتر؛ حيث يصبح أكثر عرضة للاختلالات أثناء أي تغييرات مفاجئة في تصريف المياه ما قد يؤدي إلى اضطرابات في تشغيله. هذه الحالة تعكس أهمية مراقبة وتقييم أي تعديل في تدفق المياه عبر سد النهضة بما يتناسب مع الظروف الفنية لسدود المصب.

مستقبل تدفق المياه عبر سد النهضة وأبعاده السياسية والفنية

أكد الخبير أن إغلاق بوابات مفيض سد النهضة أمر مؤقت ولا يتوقع أن يستمر لفترة طويلة، في ظل استمرار موسم الأمطار الغزيرة على الهضبة الإثيوبية الذي يرفع من منسوب المياه في البحيرة، والتي تحتوي حاليًا على أقل من 64 مليار متر مكعب. يظل معدل التدفق اليومي من السد يتراوح بين 400 و500 مليون متر مكعب، ما يضمن وصول المياه إلى بحيرة السد العالي في مصر خلال أسبوعين. على الصعيد السياسي، يشير هذا التذبذب في فتح وإغلاق البوابات إلى حالة عدم استقرار في إدارة السد؛ إذ تواصل مصر والسودان متابعة التطورات عن كثب حرصًا على أمنهما المائي واستقرار الإمدادات الحيوية خلال مواسم الفيضان. كما أن إثيوبيا تُجري اختبارات مستمرة على كفاءة المفيض والتوربينات، ما يطرح تساؤلات حول جاهزية السد للعمل بكامل طاقته مستقبلاً.

  • التغير في تصريف المياه من سد النهضة يؤثر بشكل مباشر على السودان، قبل مصر.
  • سد النهضة لم يصل بعد إلى سعته التخزينية الكاملة، مما يعني استمرار التجارب الفنية.
  • رصد حركة البوابات والتوربينات مهم للغاية لتقدير حجم التدفقات المائية بدقة.
  • المفاوضات السياسية تلعب دورًا متوازنًا مع الرصد الفني لتحديد مسار الحلول المستقبلية.
العنصر التفاصيل
عدد البوابات المفتوحة بين 2 إلى 4 من المفيض العلوي
تاريخ الفتح 24 أغسطس 2025
كمية المياه الحالية في البحيرة أقل من 64 مليار متر مكعب
معدل التدفق اليومي 400 إلى 500 مليون متر مكعب
فترة وصول المياه لمصر حوالي أسبوعين

سد النهضة يمر حاليًا بفترة تجريبية في التشغيل، تجسدت في فتح وإغلاق بوابات المفيض خلال أيام قليلة، الأمر الذي يؤكد استمرار حالة عدم الاستقرار الفني والإداري في المشروع، مع تحوّل التأثير الفوري لهذه الإجراءات لصالح السودان أكثر من مصر بسبب قرب سد الروصيرص؛ بينما يستمر تدفق المياه نحو بحيرة ناصر، وهو ما يبقي الملف على رأس أولويات المتابعة الدقيقة لدول المصب الثلاث، وسط بيئة مشحونة بأبعاد فنية وسياسية متشابكة.