رافعة تطوير أداء المعلم السعودي: أحدث الخطوات والتحديثات 2025

الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس يمثل رافعة حيوية لتحسين جودة التعليم، وتجربة كوريا الجنوبية في هذا المجال تعد نموذجًا يحتذى به عالميًا؛ حيث حقق طلابها نتائج متميزة في PISA 2022، كما أثبت النظام التعليمي الكوري تأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز فهم الطلاب وتقليل الفجوات التعليمية بينهم بشكل ملحوظ.

نجاح كوريا الجنوبية ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس

احتلت كوريا الجنوبية المرتبة الخامسة عالميًا في تقييمات PISA 2022 التي أجرتها منظمة OECD، متقدمة على كثير من دول العالم في الرياضيات والقراءة، إذ جاءت نتائجها بين المراكز الثالثة والسابعة في الرياضيات، وبين الثانية والثانية عشر في القراءة؛ ويُعزى هذا التفوق إلى التوسع الكبير في التعليم الثانوي، الذي يصل معدل التحاق الطلاب به إلى 98%، بينما يزيد المعدل في التعليم العالي على 86%، وهي من أعلى النسب عالميًا. تعكس هذه الإحصائيات كيف أن دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس ساعد في تقديم تعليم موجه ومتقن، يدعم الطلاب بناءً على احتياجاتهم الفردية ويقلل فجوات التعلم بين الطلاب.

تاريخ تعليم كوريا حافل بقيام الدولة بدور محوري في توفير بنية تحتية تعليمية متطورة وثقافة مجتمعية تركز على التفوق الأكاديمي، فمعدل الإلمام بالقراءة كان 22% فقط في عام 1945، ووصل إلى حوالي 99% في السنوات الأخيرة. وتعد “hagwons” أو مراكز التقوية المسائية نموذجا لثقافة التعليم المستمر الذي يدعمه القطاع الخاص لضمان دعم إضافي للطلاب، بالرغم من تكلفتها العالية.

آليات الذكاء الاصطناعي في التعليم وتأثيرها على تطوير التدريس

استخدمت كوريا الجنوبية الذكاء الاصطناعي بطريقة مبتكرة لتحليل أنماط التعلم لدى الطلاب، فتعمل هذه التقنيات على جمع بيانات تفاعلات الطلاب مع المحتوى التعليمي، مثل عدد المحاولات لحل الأسئلة ومستوى صعوبة المفاهيم، لتكوين فهم شامل لكل طالب بشكل فردي. بناءً على هذه التحليلات، يُقترح للمعلم أساليب تدريس مخصصة تناسب طريقة تفكير كل طالب، مما يسهم في تعزيز جودة التعليم وتقليل الفجوات الفردية بشكل فعّال.

يُنتج النظام أيضًا مواد تعليمية متدرجة تناسب مستوى الطالب، تُكلف له تدريجيًا حتى يحقق مستوى الفهم المطلوب، وهذه الخصوصية في التعامل تلعب دورًا هامًا في رفع كفاءة التدريس وتحقيق أهداف التعلم بشكل أكثر دقة.

فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس في كوريا الجنوبية

يُسهم دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس في الكشف المبكر عن الفجوات التعليمية لدى الطلاب، إذ يُمكن تحديد من بدأ أداؤهم بالتراجع قبل ظهور علامات الضعف الواضحة، وبذلك يُتاح تقديم دعم أفضل وأسرع. كما يقترح النظام طرقًا بديلة لتوصيل المفاهيم التي يجدها بعض الطلاب صعبة، فينعكس ذلك بشكل إيجابي على تحسّن مستوياتهم.

وينتفع الطلاب المتأخرون بهذا النظام، فهو يمنحهم دعمًا إضافيًا في الوقت المناسب، وهو أمر غالبًا ما يفتقدونه في الطرق التقليدية، فضلاً عن أن المحتوى التعليمي يتكيف مع سرعة التعلم الخاصة بكل طالب، ولذلك لا يشعر أحدهم بأنه متأخر أو متقدم بشكل يزيد من ضغط نفسي أو إحساس بالحرج.

• تحليل بيانات أداء الطلاب بشكل فردي
• اقتراح طرق تدريس بديلاً تناسب كل طالب
• إنتاج مواد تعليمية تناسب المستويات المتفاوتة
• كشف مبكر عن الفجوات وتحسين جودة التعليم
• تقليل الفجوة بين الطلاب المتفاوتين في المستوى

لقد برهنت كوريا الجنوبية عبر تجربة الذكاء الاصطناعي في تطوير التدريس أن التعليم يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في المجتمعات، شرط التوسع الشامل في التعليم وجودة المخرجات ودعم المجتمع، وهو نموذج يمهد الطريق لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل موسع في نظام التعليم العالمي، مستفيدة من دروسها في دمج التكنولوجيا بمناهج مبتكرة تحقق الفهم العميق لكل طالب حسب حاجته.