الركيزة الروحية.. لماذا تصف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم يومي الأربعاء والجمعة كجزء أساسي من الإيمان؟

نصوم يومي الأربعاء والجمعة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كركيزة أساسية تعزز الحياة الروحية وتُعمّق الصلة بالله وتُذكر القلوب بمعاني التضحية والفداء، إذ يُعتبر هذا الصوم من أقدم وأهم الأصوام التي تحافظ عليها الكنيسة منذ العصر الرسولي، ويُمنع الإفطار فيه إلا بحالات قاهرة كالمرض.

أهمية الصوم يومي الأربعاء والجمعة في الحياة الروحية القبطية

يرتبط صوم الأربعاء بذكرى تسليم المسيح ومؤامرة القبض عليه، بينما يُرمز صوم الجمعة إلى صلب المسيح وموته، ولذلك جعله الرسل يومًا مقدسًا للصوم والصلاة، وهو أكثر من مجرد طقس شكلي، بل هو ممارسة روحية عميقة تدعو إلى التأمل في الله والخلاص والتضحية، وتجدد إيمان المؤمن وتقربه منه أسبوعيًا. تحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على هذا الصوم باعتباره امتدادًا مباشرًا للكنيسة الرسولية القديمة، ويتبع نهج آباء الكنيسة والقديس مارمرقس الرسول، ويُصام فيه أكثر من 200 يوم سنويًا يعكس عمق التمسك بالإيمان والتقاليد.

العظة الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني في الأربعاء المبارك

في مساء كل أربعاء، يُلقي قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية الروحية التي تحتوي على تأملات وتعاليم روحية قيمة، وهي فرصة روحية للاجتماع مع أبناء الكنيسة والاستزادة من المعاني الإيمانية. تُبَث هذه العظة مباشرة على القنوات الفضائية القبطية، وعلى الصفحات الرسمية للكنيسة والمتحدث الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، مما يُسهم في وصول الرسائل الروحية لكل فرد داخل وخارج الكنيسة. وترجع هذه العظة إلى تقليد أرسته الكنيسة عام 1962 على يد البابا شنودة الثالث حين كان أسقف التعليم، حيث بدأها مع طلاب الكلية الإكليريكية ثم تطورت إلى تجمع كبير في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتم تثبيت موعدها على يوم الأربعاء حتى اليوم.

التزام الكنيسة القبطية بصوم الأربعاء والجمعة وأثره في حياة المؤمنين

لا يقتصر صوم الأربعاء والجمعة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مجرد الامتناع عن الطعام، بل يُشكّل ركيزة روحية يومية تهدف إلى تعميق محبة الله، وزيادة التقوى، وتجديد العهد معه؛ لذلك يُمنع الإفطار فيهما إلا بأسباب طبية ضرورية، مما يعكس احترام الكنيسة لهذا التقليد العريق. هذا الصوم هو دعوة مستمرة للتأمل في معانٍ كبيرة مثل الفداء والتوبة، ويعد فرصة أسبوعية لتجديد الإيمان والتصالح مع الذات والخالق، وهو ما يجعل حياة المؤمن أكثر انتظامًا وروحانية. وتؤكد الكنيسة على أهمية الالتزام بهذا الصوم كجزء من النمو الروحي الذي ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع.

  • صوم الأربعاء يرمز إلى تسليم المسيح وتعني التوبة والرجوع عن الخطايا
  • صوم الجمعة يذكر بذكرى الصلب والفداء وتضحيات المسيح في سبيل خلاص البشرية
  • العظة الأسبوعية تساعد المؤمنين على توجيه حياتهم الروحية وتثبيت الإيمان
  • الصوم ممارسات روحية تمتد لأكثر من 200 يوم في السنة، مما يُعزز الانضباط الديني
  • التزام الكنيسة يمنح المؤمنين فرصة للتأمل والتواصل العميق مع الله بشكل مستمر