ترقب دولي.. أسواق النفط تشهد استقرارًا وسط تأثيرات حرب أوكرانيا ومخزون الولايات المتحدة

ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية وتأثيره على أسعار الذهب في ظل ترقب بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة يعد من أبرز العوامل التي تؤثر بقوة على حركة سوق الذهب العالمي خلال الأيام القادمة؛ حيث شهدت أسعار المعدن النفيس تراجعًا في السوق الأوروبية يوم الأربعاء بعد أن بلغت ذروتها في التعاملات الآسيوية، نتيجة عمليات تصحيح وجني أرباح متزامنة مع صعود الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى.

تراجع أسعار الذهب بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية

شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية انخفاضًا ملموسًا يوم الأربعاء، حيث هبطت بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,373.91 دولارًا للأونصة، مقارنة مع افتتاح التعاملات عند مستوى 3,393.46 دولارًا، رغم تسجيل الذهب لأعلى سعر منذ 11 أغسطس الجاري عند 3,394.25 دولارًا. ويعود هذا التراجع إلى نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح التي استهدفت المكاسب posledاً، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية، مما جعل الذهب أقل جاذبية للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

على الجانب الآخر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنحو 0.8% عند إغلاق التعاملات يوم الثلاثاء، في ثاني مكسب يومي خلال ثلاثة أيام، مستفيدًا من عمليات شراء المعدن كملاذ آمن وسط مخاوف بشأن استقرار سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية. وفي ظل هذه التقلبات، يبقى المستثمرون على أهبة الاستعداد في انتظار صدور بيانات اقتصادية حاسمة من الولايات المتحدة خلال يومي الخميس والجمعة؛ بهدف إعادة تقييم احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماعات سبتمبر وأكتوبر المقبلة.

مؤشر الدولار الأمريكي وتأثير محاولات تغيير قيادة الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% يوم الأربعاء، مستأنفًا مكاسبه التي توقفت مؤقتًا في جلسة سابقه، ليقترب من أعلى مستوياته خلال عدة أسابيع، معززًا موقع العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية. وتأتي هذه الزيادة في ظل حالة من القلق غير المسبوقة في الأسواق جراء محاولات الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” لإقالة “ليزا كوك” من عضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ وهو الأمر الذي أثار مخاوف واسعة من تأثير هذا الإجراء على استقلالية البنك المركزي.

مع ذلك، سرعان ما تراجع أثر تلك المخاوف، خاصة مع تبلور رؤية مفادها أن الانتقال إلى نزاع قانوني طويل الأمد يُعد احتمالًا كبيرًا، ما أفسح المجال للأسواق للتركيز على الجوانب الفنية والاقتصادية الأخرى، مخففًا بعضًا من الضغوط النفسية المحيطة بأداء الدولار الأمريكي وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي.

ترقب بيانات الولايات المتحدة وتأثيرها المرتقب على أسعار الذهب وسوق الفائدة

يعتمد السوق بشكل كبير على البيانات الاقتصادية المنتظرة من الولايات المتحدة، والتي تشمل تقرير النمو الاقتصادي للربع الثاني، وطلبات إعانة البطالة، وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو؛ وهي المؤشرات التي ستُستخدم في إعادة تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماعات سبتمبر وأكتوبر. وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، توجد احتمالية تبلغ 87% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مقابل 13% لإبقاء السعر دون تغيير، أما في أكتوبر فتصل هذه الاحتمالات إلى 94% و6% على التوالي.

في هذا السياق، أشار محلل السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بشركة أواندا، “كلفن وونج”، إلى أن المضاربين على المدى القصير يستغلون الفرصة لجني الأرباح حاليًا؛ لكنه أكد على استمرار دعم أسعار الذهب، خصوصًا مع تزايد الحذر من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ويتوقع “وونج” أن يواصل الذهب ضغطه الصعودي خلال الفترة القادمة ليختبر مستويات 3,400 دولار، مع احتمالية تجاوزها نحو 3,435 دولارًا للأونصة.

كما أظهر سجل حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة عالميًا، زيادة ملحوظة بلغت 1.43 طن متري في ثاني زيادة يومية على التوالي، ليصل الإجمالي إلى 959.92 طن متري، وهو مستوى لم يشهده منذ 19 أغسطس الجاري.

• انخفاض أسعار الذهب مدفوعًا بارتفاع الدولار الأمريكي
• ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية أمريكية حاسمة
• احتمال خفض الفائدة الأمريكية يزيد من تقلبات السوق
• زيادة حيازات الذهب في صندوق SPDR تعكس ثقة المستثمرين في المعدن

تُظهر النظرة الفنية أن سعر الذهب يجني أرباحه بعد موجة صعود ملحوظة شهدها خلال الأيام الماضية، مع توقع استمرار تذبذب الأسعار وسط ترقب السوق لنتائج البيانات الاقتصادية القادمة التي تُعد مفتاحًا لتحديد اتجاه المعدن الأصفر سواء نحو مزيد من الارتفاع أم تصحيح أكبر، في ظل تحركات متسارعة لمؤشرات الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة الأمريكية التي تمثل عوامل حاسمة في المعادلة السعرية.

في المجمل، يبقى ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية وتأثير القرارات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة عوامل رئيسية في تحديد مسار أسعار الذهب في القريب العاجل، حيث يتحرك المستثمرون بحذر شديد ضمن سوق محفوف بالتقلبات التي تتطلب مراقبة دقيقة لكل جديد يصدر عن السياسة النقدية والبيانات الاقتصادية الأمريكية.