“الافتاء توضح” ما حكم التسبيح باليد اليسرى؟ آراء العلماء

يتساءل كثير من المسلمين عن ما حكم التسبيح باليد اليسرى وهل هناك منع شرعي في ذلك، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأصل في الشرع أن التسبيح ورد في القرآن والسنة بصيغة الإطلاق، أي دون تقييد بيد معينة، فلا يوجد نص يمنع التسبيح باليد اليسرى أو يخصصه باليمنى.

وأكدت الإفتاء أن اليد اليسرى خُلقت لمعاونة اليمنى، وقد استعمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده اليسرى في بعض العبادات، مما يدل على أن الأمر واسع في هذه المسألة. ورغم ذلك، يبقى البدء باليمين مستحبًا، اتباعًا لسنة النبي الكريم التي حثت على التيامن في الأعمال الصالحة.

آراء العلماء حول التسبيح باليد اليسرى

عند الحديث عن ما حكم التسبيح باليد اليسرى، نجد أن العلماء قد تناولوا هذه المسألة من جوانب مختلفة. فقد ذكر الإمام الرازي أن اليد اليسرى سميت بهذا الاسم من “اليسر” أي السهولة، فهي تعين اليمنى في الأعمال. وذهب الإمام القرطبي إلى أن إطلاق اسم اليسرى جاء تفاؤلًا، وأنها تسهّل الفعل بمعاونتها لليمنى.

هذا يوضح أن استعمال اليد اليسرى في التسبيح لا حرج فيه، وأن المقصد الأسمى هو الذكر نفسه، لا اليد المستخدمة في العد.

هل يجب الالتزام باليمين دائمًا؟

ورد في بعض الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه، وهو ما يجعل العلماء يستحبون البدء باليد اليمنى. لكن مع ذلك، لم تُلزم السنة الشريفة المسلم بيد محددة، بل تركت الأمر على السعة والتيسير.

وهنا يبرز المعنى الحقيقي في مسألة ما حكم التسبيح باليد اليسرى، وهو أن المسلم يُثاب على ذكر الله أيًا كانت اليد التي يستخدمها، فالمقصد هو حضور القلب والتسبيح الصادق، لا مجرد حركة الأصابع.

بعد استعراض أقوال العلماء ونصوص السنة، يتضح أن مسألة ما حكم التسبيح باليد اليسرى ليست محل تحريم أو تضييق، بل هي من الأمور الجائزة، مع بقاء الأفضلية لليمنى من باب التيامن واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فلا إنكار على من يسبح باليسرى أو باليدين معًا.