سُحب العرق.. الأسباب الخفية وراء زيادة التعرق عند بعض الأشخاص بشكل ملحوظ

التعرق المفرط ولماذا يتعرق البعض أكثر من غيرهم أمر يثير فضول الكثيرين، فهذه العملية الحيوية التي تساعد على ضبط حرارة الجسم والتخلص من السموم لا تتم بنفس القدر عند الجميع، مما يدفعنا لفهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة إفراز العرق عند بعض الأشخاص مقارنة بغيرهم.

العوامل التي تفسر لماذا يتعرق البعض أكثر من غيرهم

يمتلك الإنسان ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين غدة عرقية موزعة في مناطق متفرقة من الجسم، ولكن نشاط هذه الغدد يختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، وهذا هو السبب الرئيسي في تفسير لماذا يتعرق البعض أكثر من غيرهم، فبعض الأشخاص تتمتع غددهم العرقية بنشاط أعلى أو إفراز أسرع للعرق، مما يجعل التعرق لديهم أكثر كثافة. نوع الغدد له دور أيضًا، حيث تتفاعل الغدد الموجودة تحت الإبطين، والوجه، واليدين، والقدمين بصورة أكبر مع المحفزات العصبية والعاطفية مقارنة بالغدد الأخرى على الجسم.

تساهم العوامل الوراثية بدرجة كبيرة في تحديد ميل الفرد للتعرق، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع فرط التعرق يظهرون ميلًا أكبر لهذه الحالة. كما توجد فروق بين الجنسين، إذ أن الرجال عادة ما يتعرقون أكثر بسبب زيادة كتلتهم العضلية وارتفاع معدل الأيض، في حين يؤثر العمر أيضاً بشكل ملموس، حيث يكون الشباب أكثر عرقًا من كبار السن بسبب تراجع نشاط الغدد العرقية مع التقدم في العمر. تؤثر البيئة المحيطة بقوة في هذا السياق، فالأفراد الذين يعيشون في مناطق حارة ورطبة يفرزون كمية أكبر من العرق كآلية تكيف ضرورية مع المناخ.

عوامل خارجية تزيد فهم سبب لماذا يتعرق البعض أكثر من غيرهم

تتباين مستويات التعرق أيضًا تأثيرًا من العادات اليومية والنمط المعيشي، فممارسة الرياضة أو القيام بأي نشاط بدني مكثف يؤدي حتماً إلى زيادة إفراز العرق بغرض تبريد الجسم. إلى جانب ذلك، تلعب العادات الغذائية دورًا جليًا في هذا المجال، حيث أن تناول الأطعمة الحارة والتوابل بكثرة أو استهلاك الكافيين يمكن أن يرفع من معدلات التعرق بشكل ملحوظ.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • الاستهلاك المتكرر للتوابل والمشروبات المنبهة
  • التأثر بدرجات الحرارة والبيئة المحيطة
  • التوتر والضغوط النفسية التي تحفز الاستجابة العصبية

وهكذا، يساعد الجسم بالتعرق على الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، ولكن مقدار العرق المنتَج يتفاوت باختلاف مزيج هذه العوامل الفسيولوجية والبيئية.

فرط التعرق: عندما يتجاوز التعرق دوره الطبيعي

في بعض الحالات، لا يكون التعرق مجرد استجابة طبيعية لتنظيم حرارة الجسم، بل يتحول إلى حالة مرضية تسمى “فرط التعرق”، حيث ينشط الجسم في إفراز كميات كبيرة من العرق دون وجود سبب واضح. ينقسم فرط التعرق إلى نوعين، الأولي الذي يحدث نتيجة نشاط مفرط في الغدد العرقية دون مبرر طبي، والثانوي الناجم عن أمراض أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، السكري، أو مشاكل الجهاز العصبي.

يظهر فرط التعرق عادة في مناطق معينة مثل اليدين، القدمين، وتحت الإبط، مما يسبب انزعاجًا كبيرًا للصاحب. إضافة إلى التأثيرات الجسدية، يترك التعرق الزائد أثرًا على الحالة النفسية والاجتماعية، إذ يعاني المصابون من إحباط وفقدان للثقة بالنفس، مما قد يدفعهم إلى تجنب المواقف التي تتطلب التفاعل الاجتماعي أو التي قد تزيد من تعرقهم.

نوع فرط التعرق الأسباب المحتملة
فرط التعرق الأولي نشاط مفرط للغدد العرقية بدون سبب طبي واضح
فرط التعرق الثانوي ناتج عن أمراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية والسكري

وبفهم هذه الصورة المتكاملة عن سبب لماذا يتعرق البعض أكثر من غيرهم، نستطيع تفهم التباين الكبير في مستويات التعرق، ومدى تأثير العوامل الوراثية والبيئية والنفسية والطبية على هذه الظاهرة.