السلوكيات المهددة.. تعرّف على أخطر اتجاهات الصحة المنتشرة على مواقع التواصل وكيف تحمي نفسك منها

مع الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الكثير من الاتجاهات الصحية المضللة تنتشر بسرعة كبيرة على الإنترنت، مما قد يجعل الأشخاص يتبعون نصائح خاطئة تؤثر سلبًا على صحتهم دون الرجوع إلى أطباء أو خبراء تغذية. إن التعرف على هذه الاتجاهات الخاطئة وتجنبها هو أمر ضروري للحفاظ على الصحة العامة وضمان تبني عادات غذائية سليمة تعتمد على أسس علمية صحيحة.

اتجاهات غذائية مضللة وتأثيرها على الصحة العامة

أكدت أخصائية التغذية العلاجية فانيسا ريسيتو في حديثها ضمن بودكاست Caps Lock أن العديد من الاتجاهات الغذائية الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي لا تستند إلى أي دراسة علمية موثوقة، بل قد تسبب أضرارًا صحية على المدى المتوسط والطويل. تنتشر هذه الاتجاهات بشكل واسع وتجذب أعدادًا كبيرة، لكن الالتزام بها دون استشارة المختصين قد يؤدي إلى نتائج عكسية يصعب التعامل معها لاحقًا.

خطر حمية اللحوم على الصحة رغم شعبيتها المتزايدة

تعد حمية اللحوم إحدى الاتجاهات الغذائية التي تحظى بشعبية متزايدة على شبكات التواصل، وتعتمد على تناول اللحوم فقط مع إقصاء الفواكه والخضروات والحبوب بشكل كامل. يروج لها البعض كطريقة فعالة لإنقاص الوزن وزيادة الكتلة العضلية، إلا أن خبراء التغذية يحذرون من خطورة هذا النظام بسبب افتقاره للتوازن الغذائي الضروري للجسم. من المشاكل الصحية الخطيرة التي يسببها الاعتماد الكامل على اللحوم الحمراء والمصنّعة هو ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون؛ إذ تظهر الأبحاث الطبية أن تناول هذه اللحوم يؤدي إلى تغيرات جينية في خلايا القولون ترفع من احتمالية التعرض للمرض. هذا يشير إلى ضرورة تجنب تناول حمية اللحوم دون إشراف طبي واتباع نظام متوازن يشمل كافة العناصر الغذائية.

كيف تميز بين النصائح الصحية الصحيحة والاتجاهات المضللة على منصات التواصل

لكي تتجنب الوقوع في فخ الاتجاهات الصحية الخاطئة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، يجب أن تطرح على نفسك أسئلة مهمة قبل اتباع أي نصيحة:

• هل توجد دراسات علمية موثوقة تدعم هذه المعلومة؟
• هل تناسب حالتي الصحية وأوضاعي الجسمانية؟
• هل ينصح بها أطباء أو أخصائيو تغذية مختصون؟
• هل تحتوي على تعليمات واضحة حول الجرعات أو التوقيت؟
• هل تشمل تنويعًا وتوازنًا في الغذاء أو تعتمد على مادة غذائية واحدة فقط؟

اتباع هذه الخطوات يساعدك على التمييز بين النصائح الصحية الحقيقية والقصص المغلوطة التي قد تكون ضارة وخطيرة، فمواجهة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة مسؤولية مشتركة تتطلب وعيًا عاليًا.

يجب أن نفهم أن اكتساب صحة جيدة لا يعتمد فقط على اتباع اتجاه صحي رائج على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يحتاج إلى توازن بين مكونات الغذاء واختيار المصادر الغذائية بشكل مدروس، مع متابعتنا المهنية من قبل المختصين لضمان نمط حياة صحي وآمن.