ارتفاع ملحوظ.. سعر الذهب يصل لأعلى مستوى في أسبوعين مع تفاصيل الأسباب الحقيقية وراء الصعود

ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين في ظل تراجع الدولار الأمريكي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب إقالة ليزا كوك، محافظة الاحتياطي الفيدرالي، في خطوة أضعفت الثقة في الأصول الأمريكية واستقلالية البنك المركزي، ما ألقى بظلاله على سوق الذهب وأدى إلى تزايد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

تحليل ارتفاع سعر الذهب وتأثير إقالة ليزا كوك على الأسواق

شهد سعر الأونصة الذهبية ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين عند 3386 دولارًا للأونصة، بعدما افتتح التداول عند 3366 دولارًا وتداول لاحقًا عند 3377 دولارًا، مع استمرار حالة التذبذب التي يهيمن بها السوق على تحركات الذهب منذ بداية الأسبوع، حيث يعتبر مستوى 3350 دولارًا دعمًا قويًا يدفع السعر للصعود. يأتي هذا الارتفاع في أعقاب قرار ترامب غير المسبوق بإقالة ليزا كوك، التي واجهت مزاعم بسوء إدارة قروض الرهن العقاري، الأمر الذي رفضته كوك مؤكدة أن ترامب لا يملك صلاحية إقالتها وأنها ماضية في مهامها، لكن القرار يعكس تصعيدًا للرئيس نحو تعزيز نفوذه داخل الاحتياطي الفيدرالي.

كيف يؤثر قرار ترامب بإقالة ليزا كوك على سعر الذهب والدولار؟

قرار إقالة ليزا كوك يمثل آخر هجوم من ترامب على البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يسعى لتعزيز سيطرته على قرارات تحديد أسعار الفائدة، من خلال تعيين مرشحه الخاص مكانها، ما قد يمنحه قوة أكبر داخل المجلس الذي يضم سبعة أعضاء، منهم محافظ كريستوفر والر ونائبة رئيس الإشراف ميشيل بومان، وهما من مرشحي ترامب. أثارت تصريحات ترامب حول كوك قلق المتداولين مجددًا، مما دفع المزيد من رؤوس الأموال إلى التدفق نحو الذهب كملاذ آمن، خاصة مع التوقعات التي تشير إلى احتمالية إعادة تشكيل الفيدرالي ليصبح أكثر ميولًا للتيسير الكمي، حيث أن أي تراجع في قيمة الدولار أو عوائد السندات الحكومية سيعزز من جاذبية الذهب.

دور أسعار الفائدة ومؤشرات التضخم في تحفيز ارتفاع سعر الذهب

في السياق نفسه، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة الماضية إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المنتظر الشهر المقبل، مرجعًا ذلك إلى زيادة المخاطر على سوق العمل، رغم استمرار التضخم كتهديد قائم دون اتخاذ قرار نهائي. في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، تزداد فرص ارتفاع سعر الذهب بفعل انخفاض العائد على السندات الحكومية الأمريكية، الذي يحد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب الذي لا يدر عائدًا لحائزيه. ويركز المستثمرون الآن على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم، حيث من المتوقع صدور التقرير يوم الجمعة المقبل لمعرفة مسار خفض أسعار الفائدة مستقبلاً.

في الوقت ذاته، أعلن صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب، زيادة حيازاته بنسبة 0.18% لتصل إلى 958.49 طنًا يوم الاثنين، مقارنة بـ 956.77 طنًا يوم الجمعة السابقة. يجسد هذا النمو في الحيازات استمرارية الطلب القوي من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، مما يؤكد استمرار اتجاه المستثمرين نحو الذهب كخيار استثماري آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة اليوم.

• ارتباط سعر الذهب بتقلبات الدولار الأمريكي
• تأثير سياسات الاحتياطي الفيدرالي وقرارات ترامب على أسعار المعدن
• مؤشرات التضخم وأثرها في توقعات أسعار الفائدة
• زيادة حيازات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب

يبقى سعر الذهب عرضة للتغيرات المباشرة في السياسة النقدية والعوامل الاقتصادية العالمية، خاصة بعد تدخلات الرئيس الأمريكي التي أثارت مخاوف بشأن استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يجعل من الذهب ملاذًا بارزًا وسط الضبابية الاقتصادية وانخفاض عوائد السندات الحكومية.