سبل عيش.. كشف الواقع الحقيقي لأصعب ليلة في سوق الجملة

الأرز والمعكرونة في سوق الجملة الليلي: نضال يومي وسط برد الليل وصخب الحياة

رحلة بيع الأرز والمعكرونة في سوق الجملة الليلي

عند منتصف الليل، تبدأ السيدة باي دوك جولتها في سوق الجملة حاملةً سلتيها من الأرز المكسور والمعكرونة المقلية، لتبدأ يوم عملها الذي يمتد حتى ساعات الفجر الأولى؛ فالليل بالنسبة لها ولغيرها من البائعين ليس وقتًا للراحة، بل هو فرصة لكسب قوت العائلة. بحركتها السريعة وصياحها في أرجاء السوق “من يريد أرزًا ونودلز؟ ماذا تريدين أن تأكلي اليوم يا آنسة هاي؟”، تعكس باي دوك روح التكافل والصبر بين الكادحين في سوق الجملة الليلي. تبيع يوميًا ما بين 20 إلى 30 صندوقًا من الأرز والمعكرونة بسعر 15,000 دونج للصندوق، ما يوفر لها ولزوجها معيشة بسيطة، لكنها كافية. في هذه الأجواء المليئة بالحركة، يضيء ضوء سلَّتها الصفراء ضباب الليل، مشكّلاً مشهدًا يعكس عمق الكفاح في سوق الجملة خلال ساعات الليل الباردة.

العمل الليلي والإنسانية المشتركة في سوق بيع الأرز والمعكرونة

وسط ظلمة الليل ودرجات الحرارة المنخفضة، يعمل السيد ساو كوا (70 عامًا) بجانب زوجته في نقل وبيع الخضراوات، مستثمرًا رحلاته الليلية من الساعة الحادية عشرة مساءً إلى الفجر لجمع وبيع منتجاته، رغم التعب وقلة النوم التي تكبل حياته اليومية. يقول ساو كوا إن المبيعات قد تتفاوت، لكن كسب 200,000 إلى 300,000 دونج في اليوم نعمة تكفيه للدفع عن إيجار غرفته وتوفير الطعام البسيط لعائلته. هذا النضال الليلّي لا يقتصر على باي دوك وساو كوا فقط، إذ تبرز الإنسانية في سوق الجملة الليلي من خلال تضافر البائعين في دعم بعضهم البعض، سواءً بالمساعدة في البيع أو تقاسم ما لم تبع من بضائع، مستمرين معًا في مواجهة تحديات السوق الليلي خاصة مع برد الليل القارس.

دعم الحياة اليومية في سوق الأرز والمعكرونة والجملة بالليل

في الساعات المتأخرة، تبرز قصص أخرى مثل السيدة هوينه ثي نام (71 عامًا) التي تبيع تذاكر اليانصيب طوال الليل، متحملة مسؤوليات رعاية زوجها المريض خلال النهار، وصاحبة الصوت الذى لا يغادر أزقة السوق: “من يريد شراء تذاكر يانصيب؟”، حتى ولو كان البيع قليلاً. ومثلها السيد با، سائِق التوك توك الجامع للبضائع الذين يعتمد على مهنته في نقل الأرز والمعكرونة والفاكهة مهما كانت ظروف السوق، وحين نسي نقوده ساعة شرائه عبوة من الأرز اللزج، أبدى البائع لطفًا نادرًا بدفع ثمنها بدلًا عنه، ما يعكس الروح المجتمعية التي تسود سوق الجملة ليلاً. وسط هذا التعاون والتكاتف، يرسم سوق الجملة مشهدًا إنسانيًا فريدًا يحمل بين جنباته دروسًا في الصبر، الحب، والعمل المشترك، مما يجعل سوق الأرز والمعكرونة الليلي بوابة ثابتة في حياة كثيرين.

• رحلة البائعة باي دوك بين أركان السوق لبيع الأرز والمعكرونة
• مجهوداتهما الصامتة في الحفاظ على حياة كريمة رغم قسوة الظروف
• تجسيد القيم الإنسانية من خلال التضامن بين البائعين والمتعاملين بالسوق