جني أرباح.. تذبذب حاد في الأسواق الأمريكية يثير قلق المستثمرين

تراجعت الأسهم الأمريكية خلال تداولات أمس في ظل عمليات جني أرباح بعد المكاسب الأخيرة لوول ستريت، وذلك على خلفية تلميح رئيس الفيدرالي جيروم باول بإمكانية خفض سعر الفائدة الشهر المقبل. شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بنسبة 0.25% أو بمقدار 103 نقاط ليصل إلى 45566 نقطة، بينما هبط مؤشر «إس آند بي 500» بنفس النسبة أو 15 نقطة إلى 6450 نقطة، وتراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4% متراجعاً 91 نقطة إلى مستوى 21406 نقاط. وعلى الجانب الآخر، ارتفع سهم «إنتل» بنسبة 2.9% ليصل إلى 25.51 دولارًا، إثر إعلان الحكومة الأمريكية الاستحواذ على 10% من أسهم الشركة، لكن «إنتل» أشارت إلى أن الصفقة قد تحمل مخاطر محتملة تشمل التأثير سلبًا على مبيعاتها الدولية. يتابع المستثمرون هذا الأسبوع نتائج أعمال شركات كبرى مثل «إنفيديا» بعد إغلاق جلسة الأربعاء، تليها نتائج «ديل» و«مارفيل تكنولوجي» بحثًا عن إشارات تدعم استمرارية زخم قطاع التكنولوجيا.

تراجع الأسهم الأوروبية مع توقعات خفض الفائدة وتأثير صفقات الاستحواذ

شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا يوم الاثنين رغم اقترابها من مستويات قياسية في الجلسة السابقة، إذ استند المستثمرون إلى التفاؤل بشأن تيسير السياسة النقدية الأمريكية. لامست أسهم شركة «جيه.دي.إي بيت» أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات بعد إعلان صفقة استحواذ بقيمة 15.7 مليار يورو (18.4 مليار دولار) من قبل «كيورنج دكتور بيبر». قفز سهم «جيه.دي.إي بيت» بنسبة 17.2%، مسجلًا أعظم مستوى منذ سبتمبر 2022، في حين بلغت القيمة السوقية للشركة 12.76 مليار يورو حتى آخر إغلاق. تعرضت الأسواق الأوروبية لأجواء ضغط بعد ارتفاعات يوم الجمعة، عقب تصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول حول احتمال خفض أسعار الفائدة، مع تنبيه بزيادة المخاطر على سوق العمل. انخفض مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 0.3%، فيما تراجع «داكس» الألماني 0.5% و«كاك 40» الفرنسي 0.4%، ولم تُفتتح البورصة البريطانية لعطلة رسمية. تأثر مؤشر «ستوكس 600» بشكل ملحوظ بهبوط سهم شركة «أورستد» الدنماركية بنسبة 15.5% بعد قرار إدارة ترامب بوقف مشروع طاقة رياح بحرية قرب رود آيلاند، رغم إعلان «أورستد» استمرار إصدار حقوق الملكية المخطط له. شهدت أسهم شركات الطاقة المتجددة الأخرى مثل «فيستاس ويند» و«سيمنس إنرجي» تراجعًا بحوالي 3.2% و2% على التوالي. كما هبط سهم شركة «فالنيفا» الفرنسية لصناعة الأدوية بنحو 20% بعد تعليق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيص لقاح فيروس شيكونجونيا.

ارتفاع مؤشر نيكاي الياباني بفضل التفاؤل السياسي وتنامي قطاع التكنولوجيا

واصل مؤشر «نيكاي» الياباني صعوده للجلسة الثانية على التوالي يوم الاثنين، مدفوعًا بتفاعل السوق المحلية مع التفاؤل تجاه سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في الولايات المتحدة، حيث أغلق المؤشر مرتفعًا بنسبة 0.4% عند 42807.82 نقطة، فيما تحسن مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقًا بأقل من 0.2%. وساهمت أسهم شركات كبيرة مثل مجموعة «سوفت بنك» وشركة معدات اختبار الرقائق «أدفانتست» في تقدم المؤشر، حيث ارتفع سهم «سوفت بنك» بنسبة 3.5% و«أدفانتست» بنسبة 1.1%. في ندوة جاكسون هول السنوية، أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، بينما سلط محافظ بنك اليابان «كازو أويدا» الضوء على نمو الأجور المستمر، مما يعزز فرص استئناف رفع الفائدة محليًا. هذا التباين في السياسات أثر على ارتفاع الين، مما أثار مخاوف لدى المصدرين اليابانيين بشأن توقعات الإيرادات. وفقًا للخبير «فوميكا شيميزو» من «نومورا»، فإن تزايد فرص خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يدعم الأسهم التقنية في كلا السوقين، حيث تظهر الأسهم اليابانية المرتبطة بأشباه الموصلات قوة واضحة وتقود المؤشر. كما لفت إلى أن اتجاه الين الصاعد الطفيف قد يؤثر على حركة السوق. شهد المؤشر ارتفاع 118 سهمًا مقابل تراجع 107 أسهم، وصعد سهم شركة «توتو» بنسبة 7.9% بعد إعلان فتح مصنع جديد بقيمة 224 مليون دولار في ولاية جورجيا الأمريكية بهدف نقل الإنتاج بعيدًا عن آسيا. أما الخسائر الأكبر فكانت لشركة «تيرومو» التي تراجعت أسهمها 4% عقب إعلان خطة استحواذ بقيمة 1.5 مليار دولار على «أورجانوكس» البريطانية المتخصصة في تكنولوجيا حفظ الأعضاء.

ملخص أداء الأسواق العالمية مع توقعات خفض أسعار الفائدة

يبرز تأثير توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية على حركة الأسواق المالية العالمية، حيث يظهر جليًا في تقلبات الأسهم الأمريكية والأوروبية واليابانية. تعكس بيانات الأداء تباينًا ملحوظًا بين القطاعات والبلدان، خاصة في الأسهم التكنولوجية والطاقة المتجددة والقطاع الدوائي. ولتوضيح أداء الأسواق الرئيسية يوم الاثنين:

• تأثر الأسواق الأمريكية بعمليات جني الأرباح بعد مكاسب نهاية الأسبوع
• تعزيز ثقة المستثمرين بصفقة استحواذ ضخمة لشركة «جيه.دي.إي بيت» الأوروبية
• تباين السياسات النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان
• مخاطر محتملة على أسهم شركات الطاقة المتجددة بعد قرارات تنظيمية