493 سهمًا.. لماذا يركز المستثمرون على الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي؟

الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي 500 تحظى باهتمام متزايد بين المستثمرين، خاصة في ظل المخاوف المتصاعدة حول التقييمات المرتفعة والبيع المكثف في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي دفع الكثيرين للقلق من الإفراط في الانكشاف على الشركات الكبرى ذات القيمة السوقية الضخمة؛ حيث استمرت أسهم “السبع الرائعة” في الهيمنة على المؤشر، مما أدى إلى قفزات قياسية في الأداء خلال السنوات الماضية.

لماذا تحولت الأنظار إلى الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي 500؟

شهد مؤشر «ناسداك المركب» لأسهم التكنولوجيا موجة بيع حادة استمرت لثلاثة أيام متتالية، جراء المخاوف المتزايدة بشأن مستقبل ربحية قطاع الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دفع بعض أكبر الشركات المدرجة، مثل سهم «إنفيديا» الذي خسر 3.5% في يوم واحد، لتراجع مؤشر «إس آند بي 500» بشكل عام. في المقابل، برزت مكاسب ملحوظة في أسهم القيمة من قطاعات مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية والمرافق، مما أبرز أهمية إعادة التوازن ضمن المحفظة الاستثمارية باتجاه الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي 500، والتي تمثل 493 شركة خارج دائرة التركيز التقليدية.

وأكد داميان ماكنتاير، رئيس قسم حلول الأصول المتعددة بشركة «فيدريتد هيرميس»، أن الاتجاه يشير إلى تحولات جوهرية في الاستراتيجيات الاستثمارية، معتبراً أن ارتفاع أسعار أسهم “السبع الرائعة” جعل من الضروري التمهل والتوزيع العقلي للأصول، خصوصاً مع المخاوف المحيطة بالإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن التقييمات في المؤشر متساوي الأوزان تبدو أكثر منطقية مقارنة بالمؤشر المرجح بالقيمة السوقية.

تأثير التقييمات المرتفعة على توجهات المستثمرين في مؤشر إس آند بي 500

يعتمد مؤشر «إس آند بي 500» على القيمة السوقية للشركات، ما يعني أن الأسهم الأكبر حجماً هي الأكثر تأثيراً على تحركات المؤشر الشاملة، وقد وصل تركيز أكبر 10 أسهم حالياً إلى 40% من إجمالي قيمة المؤشر، وهو مستوى تاريخي لم يسبق له مثيل. هذا التركيز الكبير زاد من قلق بعض المستثمرين الذين يرون أن الإفراط في الانكشاف على هذه الأسهم العملاقة قد يؤدي إلى مخاطر أكبر، خاصة في ظل تنامي تقلبات السوق. وكانت نتيجة ذلك تحويل السيولة من الصناديق التقليدية إلى الصناديق التي تتبع مؤشر متساوي الأوزان، والذي يمنح الأسهم الصغيرة نفس الوزن الذي تحظى به الكبرى، مما يقلل من المخاطر المرتبطة ببيع واسع النطاق للأسهم الكبيرة.

وعلى الرغم من تأخر هذا التوجه مقارنة بأداء المؤشر المرجح الخاص بإس آند بي 500، إلا أن فجوة الأداء بين المؤشرين اتسعت إلى أكبر مستوى منذ 2003، ما دفع المستثمرين لسحب أموال من صناديق متساوي الأوزان المتداولة في البورصة. إلا أن الأداء الأخير خلال الأسبوعين الماضيين كشف تفوق مؤشر متساوي الأوزان، على خلفية الخسائر التي تعرضت لها الشركات الكبرى.

مزايا الاستثمار في الأسهم المنسية بمؤشر إس آند بي 500 وتوقعات الخبراء

يرى الخبراء أن التقييمات المرتفعة تدعم فكرة التوجه إلى الاستثمار عبر مؤشر إس آند بي 500 متساوي الأوزان، كما نصح وولف فون روتبيرغ، الخبير الاستراتيجي بشركة «جيه سافرا ساراسين ساستينبل أسيت مانجمنت»، بالابتعاد حالياً قليلاً عن أسهم قطاع التكنولوجيا، أو على الأقل تجنبها لفترة محددة. وأكدت سافيتا سوبرامانيان، رئيسة قسم الاستراتيجيات في «بنك أوف أمريكا»، تفاؤلها تجاه المؤشر متساوي الأوزان مقارنة بالمرجح بالحجم، معربة عن دهشتها لو شهدت زيادة مضاعفة في أسهم كبرى شركات التكنولوجيا في ظل الظروف الحالية.

ومع تزايد الإنفاق الرأسمالي من قبل كبرى شركات الذكاء الاصطناعي، الذي يمتد ليشمل قطاعات مثل التصنيع، بدأت تظهر مكاسب أوسع في السوق، مما يدعم تنامي أهمية الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي 500 وانتشار تأثيرها خارج نطاق التكنولوجيا فقط. وأوضحت سوبرامانيان أن هذا التوسع الاستثماري قد يحد من هيمنة شركات التكنولوجيا الكبيرة ويساعد في تعزيز أداء السوق الأوسع، وهو تأثير إيجابي قد يكون لصالح المؤشر متساوي الأوزان مع اتساع قطاعات الاستثمار.

يضاف إلى ذلك أن كبرى الأسهم مسؤولة اليوم عن نسبة قياسية من مخاطر التقلب في المؤشر، حسبما أوضح لوران دي غريف، رئيس استراتيجية المحافظ في «دي إي شو إنفستمنت مانجمنت»، والذي أشار إلى ارتفاع تقلبات أسهم مثل «إنفيديا» و«تسلا» مقارنة بقطاعات سابقة مثل البنوك والطاقة. وتأتي المخاطر المرتفعة مع فرص عوائد أكبر في أوقات ملائمة، إلا أن التجربة تظهر تعرض المستثمرين لخسائر أكبر في ظل تلك التقلبات.

وشرح آرون ساي، مدير المحفظة في «بيكتيت أسيت مانجمنت»، أن ارتفاع التقييمات يفرض ضرورة انتقاء أكثر دقة للفائزين من بين الأسهم الكبيرة، موضحاً أن الاستثمار عبر مؤشر متساوي الأوزان يوفر وسيلة فعالة للتحوط ضمن انعطافات الدورة الاقتصادية. وعليه، يظهر أن التحول نحو الأسهم المنسية في مؤشر إس آند بي 500 يعكس استراتيجية أكثر استدامة وتوازناً للمستثمرين الراغبين في تقليل مخاطر التركز وتحقيق استقرار نسبي في عوائد المحافظ.

  • ارتفاع تركيز الأسهم الكبرى في مؤشر إس آند بي 500 إلى 40%
  • تراجع أداء شركات التكنولوجيا العملاقة مثل إنفيديا بعد موجات بيع حادة
  • تصاعد الاتجاه نحو صناديق المؤشر متساوي الأوزان لتقليل المخاطر
  • زيادة الإنفاق الرأسمالي من شركات الذكاء الاصطناعي إلى قطاعات التصنيع
  • ارتفاع تقلبات الأسهم الكبرى مقارنة بالماضي وتأثيرها على مخاطر السوق
العامل التأثير في مؤشر إس آند بي 500
تركيز أكبر 10 أسهم حوالي 40% من قيمة المؤشر
تراجع سهم إنفيديا خسارة 3.5% في يوم واحد
موجة بيع ناسداك استمرت 3 أيام بسبب مخاوف الذكاء الاصطناعي
أداء مؤشر متساوي الأوزان تفوق خلال آخر أسبوعين على المؤشر المرجح بالحجم