صناعة البطاريات.. مصر تبدأ ثورة نقل كهربائي نحو الريادة العالمية

بطاريات السيارات الكهربائية في مصر تصنع تحولًا حقيقيًا بفضل جهود الحكومة لإقامة مصانع محلية تنتج هذه البطاريات التي تشكل حوالي 60% من مكونات السيارة الكهربائية، ضمن خطة واضحة لتعزيز مكانة مصر في صناعة السيارات الحديثة وزيادة قدرتها التنافسية على المستوى الإقليمي 

خطوات مصر لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتعزيز الصناعة الوطنية

أعلنت الحكومة المصرية عن مبادرة طموحة لإنشاء مصانع وطنية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، مدعومة بحوافز استثمارية مشجعة تهدف إلى توطين هذه الصناعة الحيوية ؛ حيث تمثل البطاريات الجزء الأكبر من مكونات السيارات الحديثة، الأمر الذي يجعلها ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الاستدامة الصناعية في مصر . يأتي هذا التوجه تتويجًا لرؤية استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز قدرات التصنيع المحلية، مع اعتماد نماذج تصنيع متقدمة تواكب التطورات العالمية في مجال السيارات الكهربائية .

  • إطلاق مصانع محلية لإنتاج بطاريات تعتمد أحدث التقنيات.
  • توفير حوافز مالية وتشريعية لجذب المستثمرين المحليين والأجانب.
  • تعزيز البحث العلمي وتطوير الكوادر المتخصصة في مجال الطاقة النظيفة.

الأهمية الاستراتيجية لبطاريات السيارات الكهربائية في مصر وفرص التنمية المستدامة

أبرز تقرير صادر عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء أن صناعة بطاريات السيارات الكهربائية تعد استراتيجية حيوية لمواجهة تحديات الطاقة المتجددة التي تعتمد على مصادر غير مستقرة، من خلال تخزين الطاقة وضمان استمراريتها ؛ إذ يتوقع أن يبلغ حجم سوق البطاريات عالميًا نحو 82.9 مليار دولار بحلول عام 2032 . كما يُساهم هذا القطاع في تقليل البصمة الكربونية عبر إعادة تدوير المواد الأساسية مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، مع استرجاع ما يتراوح بين 70% إلى 90% من البطارية المستخدمة، ما يعكس التزام مصر بالاستدامة البيئية.

تُوفر صناعة بطاريات السيارات الكهربائية فرصًا اقتصادية وبيئية متعددة، تشمل خلق آلاف فرص العمل الجديدة، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، والحد من التكاليف باستخدام المواد المعاد تدويرها . في هذا السياق، تُعتبر بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP) خيارًا مناسبًا لمصر بفضل مزاياها في الاستقرار الحراري وطول العمر والتكلفة الأقل مقارنةً بأنواع الليثيوم الأخرى .

مزايا تنافسية لمصر في مجال بطاريات السيارات الكهربائية وجهود التحديث المحلي

تتمتع مصر بعدة ميزات تنافسية تجعلها منصة جاذبة لتطوير صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، حيث تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث احتياطي الفوسفات بحجم يقارب 2.8 مليار طن بعد المغرب . وقد شهد الاقتصاد المصري تدفقات استثمارية أجنبية تجاوزت 9.84 مليار دولار خلال عام 2023، ما يجعل البيئة الاستثمارية مناسبة للنمو والتوسع في الصناعة الحديثة . من المتوقع أن يصل حجم سوق السيارات الكهربائية في مصر إلى 9.42 مليار دولار بحلول عام 2033، وسط دعم حكومي قوي يشمل الإعفاءات الضريبية وتطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية. كما تلتزم الدولة بتحقيق نسبة 42% من الطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء بحلول عام 2035 .

وفي إطار الجهود المحلية الرائدة، بدأت شركة النصر للسيارات في تجهيز مصنع متخصص لإنتاج بطاريات الليثيوم-أيون بالتعاون مع شركاء أجانب ؛ إذ تُشكّل البطارية ما بين 30% إلى 40% من تكلفة السيارة الكهربائية، مما يعكس أهميتها الاقتصادية والتكنولوجية. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع بشكل مباشر في تنشيط البحث العلمي وتوفير فرص عمل جديدة، بجانب جذب الاستثمارات، وتقليل التكاليف التشغيلية، فضلاً عن تعزيز صادرات المنتجات إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية .

العنصر البيانات والإحصائيات
نسبة تكوين البطارية في السيارة الكهربائية 60% من مكونات السيارة
قيمة سوق البطاريات العالمي المتوقع 2032 82.9 مليار دولار
حجم احتياطي الفوسفات بمصر حوالي 2.8 مليار طن
تدفقات الاستثمارات الأجنبية عام 2023 9.84 مليار دولار
حجم سوق السيارات الكهربائية المتوقع بمصر 2033 9.42 مليار دولار
نسبة الطاقة المتجددة بحلول 2035 42%

يمثل إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في مصر نقطة تحول هامة نحو اقتصاد أخضر يبني مستقبلًا أكثر استدامة، حيث ليس فقط محركًا للنمو الصناعي وإنما فرصة لتحقيق الاعتماد الذاتي وتقليل الواردات، ما يعزز قدرة البلاد على أن تصبح مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا النظيفة والابتكار الصناعي.