الكوكب الغامض.. تفاصيل مثيرة عن الحياة في أقرب نظام نجمي لنا

كوكب خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس بات يثير اهتمام العلماء بعد رصده مؤخرًا، حيث يُعد هذا النظام النجمي الأقرب إلى الأرض، ويمتلك فرصًا محتملة لدعم الحياة، وهذا الاكتشاف قد يفتتح أفقًا جديدًا في فهمنا للأكوان المجاورة وقدرتنا على التعرف على عوالم صالحة للسكن خارج نظامنا الشمسي.

تفاصيل رصد كوكب خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس

في عام 2024، أكد عالم الفلك الروسي يفغيني بورميستروف من جامعة بيرم التقنية رصد كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس، وأطلق عليه اسم “الشبح” بسبب صعوبة تتبعه لرؤيته بوضوح خلال الفترة الماضية. استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي كان محور نجاح هذه الملاحظة، بخاصة عبر جهاز الأشعة تحت الحمراء MIRI الذي يتميز بحساسية عالية لرصد الإشعاع الحراري الضعيف المنبعث من الكوكب. لكن التحدي الرئيسي كان في قرب هذا الكوكب من النجمين الساطعين ألفا قنطورس A وB، مما جعل إشاراته أقل من ضوء النجم بعشرة آلاف مرة، وهذا ما جعل عملية الرصد دقيقة وصعبة جدًا.

خصائص كوكب خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس “الشبح”

يُصنف العلماء “الشبح” على أنه كوكب غازي ضخم، تفوق كتلته كتلة الأرض بحوالي 90 إلى 150 ضعفًا، وعذ ذلك يعد حجمه أكبر قليلاً من كوكب المشتري في نظامنا الشمسي؛ ويتألف غلافه الجوي بشكل رئيسي من الهيدروجين والهيليوم، مع غياب سطح صلب كما في الكواكب الأرضية. ويرجع موقع هذا الكوكب إلى مسافة تقارب وحدتين فلكيتين من نجم ألفا قنطورس A، وفقًا للتقديرات التي أُجريت باستخدام أدوات الرصد الحديثة التي حدت من تأثير سطوع النجمين الأم.

تأثير اكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس على فهم تشكل الكواكب

كان الاعتقاد السائد أن تشكل الكواكب في أنظمة نجمية مزدوجة مثل ألفا قنطورس أمر نادر للغاية بسبب الاضطرابات الجاذبية المتبادلة بين النجوم؛ لكن ظهور “الشبح” غيّر هذه الفكرة كليًا، إذ برهنت النتائج العلمية أن الكواكب يمكن أن تتكون وتبقى مستقرة في بيئات تبدو “مضطربة”. العلماء أطلقوا على هذا الكوكب اسم “الشبح” لأن محاولاتهم المتكررة لرصده فشلت خلال سنة الاكتشاف، مما خلق فرضيات متعددة تتراوح بين اصطدام الكوكب بأجسام أخرى وطرده من مداره، أو تأثير الإضاءة الصادرة من النجم المجاور التي تخفي رؤيته، وهذا ما أشار إليه بورميستروف بقوله إن الضوء الساطع يجعل الكوكب غير مرئي للتلسكوبات حاليًا، ولكنه قد يصبح مرئيًا مجددًا في عامي 2026 و2027.

• استخدام تلسكوب جيمس ويب وجهاز MIRI للأشعة تحت الحمراء لرصد الإشارات الحرارية
• مواجهة صعوبة في الرصد بسبب الإشارة الضعيفة مقارنة بضوء النجوم
• تثبيت طبيعة الكوكب بعد استبعاد احتمال كونه كويكبًا عابرًا
• تقدير موقع الكوكب والمسافة عن نجم ألفا قنطورس A

الاكتشاف الجديد الذي يكشف عن كوكب خارج المجموعة الشمسية في نظام ألفا قنطورس يحمل دلالات مهمة على تطور علوم الفلك وقدرتنا على فهم التنوع الكوني في تكوين الكواكب ومدى صلاحيتها للعيش في بيئات مختلفة، ويُنتظر أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التفاصيل عند عودة الرصد خلال فترة 2026 و2027.