وفاة مأساوية.. “كيك” تحت ضغط انتقادات حادة من فرنسا بسبب حادثة البث المباشر

تجددت الانتقادات الموجهة لمنصة البث الأسترالية “كيك” بعد إعادة حجب قناة jeanpormanove التي أثارت جدلًا واسعًا عقب وفاة صاحبها جان بورمانوف إثر تعرضه لإساءة معاملة مستمرة خلال البث المباشر على المنصة لأكثر من اثني عشر يومًا، مما دفع السلطات الفرنسية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الانتهاكات الرقمية.

حجب قناة jeanpormanove وتأثيره على تنظيم المحتوى الرقمي في فرنسا

أعلنت هيئة تنظيم المحتوى الرقمي الفرنسية (“أركوم”) نجاحها في إعادة حجب قناة jeanpormanove التي تبث على منصة “كيك” من ملبورن، في خطوة تهدف إلى وقف بث المحتوى المسيء الذي أدى إلى فضيحة واسعة بعد وفاة جان بورمانوف؛ حيث تعرض لضغوط وإساءات متواصلة أثناء جلسات البث المباشر، الأمر الذي دفع الهيئة لإصدار أمر ملزم للمنصة بالتعاون الكامل معها، خاصة بعد تزايد الانتقادات حول تأخر المنصة في اتخاذ إجراءات واضحة تجاه المحتوى المضر. وكانت المنصة قد أطلقت مؤخرًا ممثلًا قانونيًا في مالطا لتقوية الاتصال مع الجهات الأوروبية، لكن مسؤولياتها تجاه المحتوى لا تزال محل نقاش ونقد.

تفاصيل الانتهاكات التي تعرض لها جان بورمانوف على قناة jeanpormanove

تعتبر قناة jeanpormanove التي تديرها شخصية جان بورمانوف والتي تابعها حوالي 200 ألف مشاهد، منصة للبث المباشر من منطقة نيس الفرنسية، حيث كشف التحقيق المستمر إثر نشر مقال في صحيفة “ميديا بارت” عن تعرض بورمانوف لاعتداءات مستمرة تشمل الإهانة والضرب وسحب الشعر، بل وتم توجيه تهديدات له واستخدام كرات الطلاء ضده دون أي حماية قانونية أو اجتماعية، حتى أنه كان يشارك في البث مع شخص آخر يعاني إعاقة. وبحسب مقابلات سابقة، كان يكسب نحو 6 آلاف يورو شهريًا من التبرعات والاشتراكات؛ ما يعكس دخله من هذه الممارسات المثيرة للجدل. المدافعون عن حقوق الإنسان يرون أن بث مثل هذه المشاهد يعد انتهاكًا صارخًا لكرامة الإنسان، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تنظيم صارم للمحتوى على منصات البث المباشر.

مخاطر ضعف الإشراف على المنصات الإلكترونية وأثرها في انتشار محتوى العنف

أُطلِقت منصة “كيك” عام 2022 من قبل مليارديرين من أستراليا وأمريكا، وحرصت على تقديم قواعد أكثر حرية مقارنة بمنصات أخرى مثل “تويتش”، مما جعلها ملاذا لمن فقدوا حساباتهم استعدادًا لعرض محتوى مثير للجدل. دفعت هذه السياسة إلى بث مشاهد عنف لا تُطاق عبر قناة jeanpormanove لفترات طويلة، ما دفع هيئة الرقابة الفرنسية إلى مطالبة المنصة بمراجعة قواعدها بشكل عاجل، خاصة بعد تعليق القناة مؤقتًا. ويذكر أن قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي يلزم المنصات بالتصرف فور تلقي بلاغات عن المحتوى غير القانوني، لكن “كيك” تعاني من نقص في المشرفين، إذ لا يتحدث أي منهم الفرنسية، وهو ما أثار انتقادات حادة من الجهات الرسمية ووزيرة الشؤون الرقمية الفرنسية، التي أشارت إلى صعوبة التواصل مع إدارة المنصة بسبب الفجوات الجغرافية واللغوية.

المسألة الوضع في منصة “كيك”
عدد المشرفين 75 مشرفًا فقط
اللغة المشتركة للمشرفين لا يتحدثون الفرنسية
قواعد المحتوى أكثر مرونة بالمقارنة مع منصات أخرى
موقع المنصة أستراليا، ممثل قانوني في مالطا
  • الخطوة الأولى كانت حجب القناة مؤقتًا لمدة يومين بعد تصاعد الغضب الشعبي والرسمي
  • إصدار الهيئة الفرنسية لأمر إعادة الحجب بشكل دائم عقب وفاة بورمانوف
  • مطالبة المنصة بمراجعة قانويتها وإجراءات المراقبة الخاصة بها بشأن المحتوى العنيف
  • وجود ممثل قانوني على الأراضي الأوروبية لزيادة التواصل والامتثال للأنظمة

ظهرت قضية قناة jeanpormanove كحالة دراسية حقيقية على مدى المخاطر التي قد تنجم عن ضعف الإشراف والتنظيم على منصات البث المباشر التي تعتمد سياسات ليبرالية تجاه المحتوى، ما يفتح الباب واسعًا لنشر مشاهد عنف وإساءة في حق الأفراد. في ظل هذه الظروف، تستمر السلطات في فرض الضغوط لتفعيل قواعد أكثر صرامة وتنفيذ إجراءات فعالة للوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات التي تهدد القيم الإنسانية وكرامة الأفراد.