كابشن:
ضوابط جديدة.. العنوان المعاد صياغته:
المعلمون في السعودية يحصلون على حماية قوية تحد من التكليفات المبالغ فيها وتحسن بيئة العمل التعليمية.

نظام الفصلين الدراسيين في السعودية: أسباب العودة وآثاره على العملية التعليمية والمجتمع

شهد التعليم في المملكة العربية السعودية تحولات جوهرية خلال السنوات الماضية، كان أبرزها تطبيق نظام الثلاثة فصول الدراسية الذي استمر لعدة أعوام، ضمن خطة تطويرية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة العملية التعليمية وزيادة عدد أيام الدراسة الفعلية، غير أن نظام الثلاثة فصول الدراسي واجه العديد من النقاشات بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، حتى صدر الإعلان الرسمي عن وزارة التعليم بإلغاء هذا النظام والعودة مجددًا إلى نظام الفصلين الدراسيين بدءًا من العام الدراسي الجديد.

خلفية القرار وأسباب تغيير نظام الثلاثة فصول الدراسية

عند اعتماد نظام الثلاثة فصول الدراسية، كانت الغاية الرئيسة منه رفع مستوى التحصيل الدراسي وتعويض الفجوات التعليمية التي ظهرت إثر جائحة كورونا، بالإضافة إلى محاولة مواءمة النظام مع بعض النماذج التعليمية العالمية المتقدمة، إلا أن التطبيق العملي كشف عن عدة تحديات. من هذه التحديات طول العام الدراسي بشكل ضاغط، والتأثير النفسي والجسدي السلبي على الطلاب والمعلمين، كما أن تنظيم التقويم الدراسي والإجازات شكّل عبئًا كبيرًا، وهو ما دفع الجهات التعليمية لإعادة النظر في هذا النظام. رغم الفوائد النظرية، أثبتت السنوات الماضية أن نظام الثلاثة فصول يزيد من الضغط الدراسي بدلاً من تخفيفه.

المبررات الأساسية للعودة لنظام الفصلين الدراسيين في السعودية

لا يمكن النظر إلى قرار العودة لنظام الفصلين الدراسيين في السعودية على أنه عشوائي، بل أتى بعد دراسات ميدانية شاملة وبتشاور مع الخبراء والمعلمين وأولياء الأمور، وسط تقييم دقيق لتجربة السنوات الماضية، ومن أهم الأسباب التي دعمت هذا القرار:

  • التخفيف عن الطلاب والمعلمين: إذ أن توزيع المناهج والاختبارات على ثلاثة فصول أدى إلى مضاعفة الجهد والضغط النفسي.
  • رفع كفاءة العملية التعليمية: التركيز على فصلين دراسيين يمنح الوقت الكافي لتعميق المفاهيم ودراسة المواد بعمق دون التعجل.
  • التوافق مع المعايير العالمية: إذ تعتمد أغلب الأنظمة التعليمية على نظام الفصلين مما يسهل التنسيق والمواءمة مع التجارب الدولية.
  • تنظيم الإجازات بشكل أفضل: فصلين دراسيين يسمحان بوضع تقويم دراسي أكثر وضوحًا وتنظيماً، ملائم مع الأعياد والمناسبات الوطنية.

تأثير العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين على الطلاب والمعلمين والأسرة السعودية

العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين تمنح الطلاب فرصة استيعاب أعمق مع تقليل الضغط الناتج عن كثرة الاختبارات المحتملة في نظام الثلاثة فصول، كما تسهل عليهم المراجعة بفعالية أكبر، بما ينعكس إيجابًا على تحصيلهم العلمي. في المقابل، يحصل المعلمون على وقت أطول للتخطيط للدروس وتنظيم الأنشطة التعليمية، مما يزيد من جودة التعليم ويعزز العلاقة بين الطالب والمعلم عبر تقليل العبء المتجمع عليهم. أما على مستوى الأسرة والمجتمع، فإن هذا القرار يخفف الترتيبات الإضافية التي فرضها نظام الثلاثة فصول، مثل الحاجة لزيادة المصروفات المدرسية والدروس الخصوصية، ويساعد في إعادة توازن بين الحياة الدراسية والاجتماعية، بما فيه مصلحة جميع أفراد الأسرة.

تأثير القرار التفاصيل
على التحصيل العلمي زيادة الوقت لاستيعاب المادة وتقليل الضغط على الطلاب
على المعلمين وقت أكبر للتخطيط والأنشطة التعليمية وتحسين جودة التعليم
على الأسرة تخفيف الترتيبات المصروفية والاجتماعية وتحسين التوازن بين الدراسة والحياة

يشير القرار للعودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في السعودية إلى استجابة حكيمة للتحديات التي واجهها نظام الثلاثة فصول، مع المحافظة على مصلحة الطلاب والمعلمين والأسر، مع التطلع إلى صف دراسي منظم أكثر وفعال ضمن خطة تطوير التعليم الوطني. هذه الخطوة تعكس حرص الجهات المختصة على تحقيق بيئة تعليمية متوازنة تحفز على التحصيل العلمي وتراعي الظروف النفسية والجسدية للمجتمع المدرسي والأسر.