إطلالة نادرة.. بودلير يزين رفوف مكتبة محمد بن راشد بأعماله الخالدة

قراءات في شعر شارل بودلير: بين النور والظلال كانت محور أمسية أدبية نظمتها مكتبة محمد بن راشد بالتعاون مع الرابطة الثقافية الفرنسية في دبي، حيث قدم الباحث سعيد نورين، رئيس الرابطة، حواراً ثقافياً شاركه المترجم غسان نبّوت، سلطا فيه الضوء على حياة وأعمال الشاعر الفرنسي الذي يعتبر من أبرز أعلام الشعر الحديث في القرن التاسع عشر.

الأبعاد الإنسانية في قراءات في شعر شارل بودلير: بين النور والظلال

تناولت الأمسية التي حملت عنوان قراءات في شعر شارل بودلير بين النور والظلال سيرة الشاعر التي اتسمت بصراع دائم بين الارتقاء والسقوط، حيث استعرض سعيد نورين أثر عوامل عدة مثل المنفى والمعاناة والرفض الأسري على تجربته الشعرية، وهو ما جعل من الألم والوجدان مصادر للإبداع الفني. برز في النقاش التوتر المحوري في شعر بودلير بين «السأم والمثال»، إذ حول الشاعر حالات الملل والاغتراب إلى قوة شعرية فريدة، مكتسياً النص اليومي بعمق جمالي ينبض بين السطور.

جمالية التباين والتناقض في قراءات في شعر شارل بودلير: بين النور والظلال

ترتكز قراءة بودلير على ثنائية الشر والسمو حيث تداخلت في بناء شعري غنى الثيمات الجمالية، إذ يظهر الشاعر كونه في الأصل شاعر الإغواء والخلاص في آنٍ واحد، مما يعكس رؤيته القائمة على المفارقة والتناقض. في سياق الأمسية الحوارية، تطرق الباحث سعيد نورين إلى هذه الجمالية التقنية التي تنقل تناقضات الإنسان ومكمن رغبته في الرقي من خلال الفن، مما يقرب النص من المتلقي عبر مفارقات ثرية.

مقارنة شعر شارل بودلير والمتنبي في قراءات في شعر شارل بودلير: بين النور والظلال

تميزت الندوة بمقاربة مثيرة حين قابل نورين شعر شارل بودلير بشعر المتنبي، ما أتاح إبراز عناصر التلاقح بين الشعريتين، خاصة في الاعتداد بالذات الشعرية والتمثيل المكثف للتجربة الإنسانية بمآسيها ووجودياتها. شكلت هذه المقارنة جسراً ثقافياً وتراثياً بين الأدب الغربي والعربي، ما أضاف عمقاً جديداً للمشهد الأدبي المحلي.

• سيرة بودلير وأثر الظرف النفسي والاجتماعي على تجربته
• تجليات التوتر بين السأم والمثال في شعره
• الازدواجية الجمالية بين الإغواء والخلاص
• التحليل المقارن بين بودلير والمتنبي

شهدت الأمسية تفاعلاً ملحوظاً من الجمهور الذي استفاد من النقاشات العميقة والقراءات النقدية لتدبر ازدواجية بودلير الشعرية بين النور والظلال، واستكشاف المقاربات التي تربط بين الأدب العربي والغربي، مما يعكس جهود مكتبة محمد بن راشد في ترسيخها منارة معرفية تسعى لتعزيز حوار الثقافات، ونقل القراء إلى آفاق جديدة في عالم الإبداع والابتكار الأدبي، داعمة بذلك مكانة دبي كمركز نابض بالفكر والفن.