خفض قادم.. جيروم باول يهيئ الأسواق لانطلاق موجة ارتفاع في الأسهم الأمريكية

أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي وإشارات جيروم باول إلى خفض محتمل شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعًا قويًا يوم الجمعة بعد أن ألمح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في المستقبل، مما عزز توقعات المستثمرين بتخفيض الفائدة في سبتمبر، وأدى إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية بنسبة ملحوظة.

الأسواق الأمريكية ترتفع بدعم توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر

قفزت الأسهم الأمريكية بشكل لافت بعد تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي أشار إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، مما دفع مؤشر داو جونز الصناعي للصعود بمقدار 1000 نقطة، أي ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 2% ليصل إلى 45,712.25 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ فترة طويلة؛ كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 1.6%، بينما حقق مؤشر ناسداك المركب مكاسب بنحو 1.9%. هذا الارتفاع جاء بعد تعزيز المتداولين رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر المقبل. وفقًا لبيانات بلومبرغ، زادت احتمالات خفض سعر الفائدة إلى أكثر من 85% بعد كلام باول، بينما كانت الاحتمالات تصل إلى 65% قبل إلقاء خطابه.

إطار عمل جديد للاحتياطي الفيدرالي وتحديات السياسة النقدية في مواجهة التضخم

أعلن جيروم باول عن تحديث إطار العمل الخاص بالبنك المركزي، موضحًا أن تغيرات كبيرة حصلت في المشهد الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى عودة ضغوط التضخم وارتفاع احتماليات بقاء أسعار الفائدة القصيرة فوق مستوى الصفر. أوضح باول أن السياسة النقدية يجب أن تظل استشرافية وتأخذ بعين الاعتبار التأجيل في آثارها على الاقتصاد، مع ضرورة موازنة المخاطر التي تواجه أداء البنك المركز والتزاماته المتعلقة بالتضخم. وفي هذا السياق، تم حذف عبارات وجود بيئة أسعار فائدة منخفضة، والعودة إلى إطار عمل مرن يستهدف استقرار التضخم، مع إلغاء استراتيجية «التعويض» المستخدمة في 2020، والتي سمحت للبنك بالسماح للتضخم بتجاوز الهدف المحدد لتعويض الفترات السابقة.

ففي خطابه خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية بولاية وايومينغ، شدد باول على أهمية الموازنة بين هدف الاستقرار التضخمي وتحقيق التوظيف الكامل، مشيرًا إلى أن سوق العمل يعيش حالة توازن غريبة مع ارتفاع مخاطر التضخم وتراجع مخاطر التوظيف، وهو ما يتطلب إطارًا نقديًا متكيفًا مع التحديات الراهنة.

تأثير الرسوم الجمركية وتوقعات المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة

حذر جيروم باول من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب والتي بدأت تؤثر على أسعار السلع في الولايات المتحدة، مما يمثل تهديدًا لإعادة ارتفاع التضخم بشكل قد يؤدي إلى سيناريو ركود تضخمي؛ وأشار إلى أن البنك المركزي يتابع هذه المخاطر بحذر لتفادي أي آثار سلبية قد توقع الاقتصاد في مشاكل. ورغم عدم تطرقه المباشر إلى طلب البيت الأبيض بخفض أسعار الفائدة، أكد باول على ضمان استقلالية الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ القرارات السياسية كاملةً.

ويتوقع كثير من المستثمرين إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، لكن بعض مسؤولي البنك أشاروا إلى أن التهديدات التضخمية المرتبطة بالرسوم الجمركية قد تدفعهم لتبني موقف أكثر حذرًا. حالياً، يتراوح هدف سعر الفائدة بين 4.25% و4.50%، بعد أن تم رفعها بشكل حاد خلال 2021 لمواجهة التضخم المرتفع، قبل أن تبدأ في التراجع مع تحسن الأوضاع الاقتصادية.

المؤشر الارتفاع% القيمة النهائية
داو جونز الصناعي 2% 45,712.25 نقطة
ستاندرد آند بورز 500 1.6% مكاسب ملموسة
ناسداك المركب 1.9% ارتفاع قوي
  • إشارات باول عززت توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
  • الإطار الجديد يعكس تحديات التضخم وسوق العمل.
  • الرسوم الجمركية تظل تهديدًا لسياسة الاحتياطي الفيدرالي.
  • موازنة أهداف استقرار التضخم والتوظيف تشكل تحديًا مزدوجًا.

تُظهر هذه التطورات أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يسير نحو سياسة نقدية أكثر مرونة مع مراقبة دقيقة للمخاطر التضخمية واحتمالات تباطؤ سوق العمل، مع المحافظة على استقلالية قراراته وسط ضغوط سياسية واقتصادية متعددة.