ارتفاع الذهب.. الأسعار ترتفع مع ضغوط خفض الفائدة في أمريكا

ارتفاع أسعار الذهب بعد خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية جاء بمؤشرات واضحة على بدء خفض أسعار الفائدة، ما عزز من جاذبية الذهب في الأسواق العالمية، وسط ترقب المستثمرين لمسار السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها المباشر على أسعار المعدن الأصفر.

تطورات أسعار الذهب بعد خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً يوم الجمعة 22 أغسطس، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب بحوالي 1% لتصل إلى 3415 دولاراً للأونصة، في حين صعد السعر الفوري إلى 3371 دولاراً للأونصة، بزيادة قدرها 0.99%؛ وذلك بالتزامن مع ارتفاع مؤشرات وول ستريت الرئيسية، إذ صعد مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.2%، وأضاف داو جونز 643 نقطة، وارتفع ناسداك بنسبة 1.36% ليبلغ 21,375 نقطة، وذلك بحسب ما نقلته “سي إن بي سي عربية”؛ أما مؤشر الدولار فقد بقي بالقرب من أعلى مستوياته خلال الأسبوع، ليحقق مكاسب أسبوعية، وهو ما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب لدى المستثمرين حاملي العملات الأخرى.

الترقب الكبير لسياسة الفيدرالي الأمريكي وخفض أسعار الفائدة

أظهر مسؤولو الفيدرالي الأمريكي تراجعاً في الحماس تجاه خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، رغم توقعات السوق التي تترقب خطاب جيروم باول المقرر عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، حيث يبحث المستثمرون عن تأكيدات تتعلق بالخطوات القادمة للسياسة النقدية؛ وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي.إم.إي”، تبلغ احتمالية خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر القادم 75%. ويجدر بنا التوقف عند هذه الاحتمالية لأن تأثيرها يرتبط بشكل مباشر بأسعار الذهب، التي تواجه ردود فعل فورية تجاه تحركات الفيدرالي.

الضغوط الاقتصادية وتداعيات سوق العمل الأمريكية على أسعار الذهب

تكشف البيانات الرسمية ارتفاع طلبات إعانة البطالة بأسرع وتيرة خلال ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تسجيل طلبات الأسبوع السابق أعلى معدلاتها خلال أربع سنوات، مما يعكس استمرار حالة الضعف في سوق العمل الأمريكي خلال أغسطس؛ هذا الضعف يشكل ضغطاً متزايداً على الاقتصاد الأميركي، ودافعاً قوياً للمستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. إلى جانب ذلك، تأتي تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي طالبت فيها أوكرانيا بالتخلي عن كامل منطقتي دونباس، والتوقف عن محاولات الانضمام إلى حلف الناتو، فضلاً عن البقاء كدولة محايدة دون السماح بانتشار القوات الغربية على أراضيها، وهو ما يضيف أبعاداً جيوسياسية قد تؤثر على تحركات الاستثمار العالمي عمومًا وأسعار الذهب خصوصاً.

• ارتفاع الطلب على الذهب وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكي
• تأثير ضعف سوق العمل الأمريكي على تحركات المعدن النفيس
• الأحداث الجيوسياسية ودورها في جذب الاستثمارات إلى الذهب

تظل أسعار الذهب محط اهتمام المستثمرين مع استمرار الترقب الحذر لقرارات الفيدرالي الأمريكي، حيث يمثّل أي توجه نحو خفض أسعار الفائدة داعماً قوياً للذهب؛ إلى جانب استمرار الضغوط في سوق العمل والتطورات الجيوسياسية التي تضيف طبقات من عدم اليقين تحفز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن، مما ينعكس إيجابياً على تحركات الأسعار في الأسواق العالمية.