غسيل النفط.. الولايات المتحدة تعيد الاتهام للهند بتعاملات مشبوهة مع النفط الروسي

الرسوم الجمركية الأمريكية على الهند ترتفع إلى 50% بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي، مما أدى إلى تدهور العلاقات التجارية بين البلدين وإثارة تحذيرات حول احتمال نشوب حرب تجارية طويلة الأمد؛ حيث اتهمت واشنطن الهند بغسيل النفط الروسي وتمويل الحرب في أوكرانيا عبر هذه الصفقات، في وقت تؤكد نيودلهي أن قرارها مبني على عوامل السوق وأمن الطاقة.

تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية على الهند وأسبابها

تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والهند مع إعلان بيتر نافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض، توقعه فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 50% على واردات الهند، وذلك بسبب إصرار نيودلهي المستمر على شراء النفط الروسي رغم الضغوط الأمريكية؛ إذ اتهمت واشنطن الهند بغسيل النفط الروسي بهدف دعم تمويل حرب روسيا على أوكرانيا. وأكد نافارو أمام الصحفيين أن الرسوم التي من المقرر أن تتضاعف في 27 أغسطس ستُفرض حتماً، مشيراً إلى أن الهند ترفض الإقرار بدورها في استمرار سفك الدماء، وتُقرّب نفسها من الصين بقيادة شي جين بينج. واعتبر نافارو أنه لا توجد حاجة حقيقية للهند لاستيراد النفط الروسي، بل تستغل فروق الأسعار بشراء النفط بأسعار منخفضة، ثم إعادة تكريره وبيعه في الأسواق الأوروبية والإفريقية والآسيوية بأسعار مرتفعة.

تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الهند وموقف الحكومة الهندية

تعكس هذه الإجراءات فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية ابتدائية بنسبة 25% على السلع الهندية، مع التهديد بزيادة هذه الرسوم لتصل إلى 50% بحلول 27 أغسطس، وهو ما دافع عنه نافارو متّهماً الهند بالغش التجاري وفرض “رسوم مهراجا” مرتفعة على المنتجات الأمريكية. من جهتها، أكدت حكومة ناريندرا مودي تمسكها بعلاقاتها التاريخية مع روسيا، رغم القيود الأمريكية، إضافة إلى تحركات لتخفيف التوترات مع الصين في الآونة الأخيرة. وفي محاولة لفهم المواقف، وصف نافارو مودي بأنه “زعيم عظيم” لكنه ناشد الهند تغيير نهجها قائلاً إن سياستها الحالية لا تسهم في تحقيق السلام، بل تساهم في استمرار النزاع.

الرد الهندي والمنطق السوقي خلف استمرار شراء النفط الروسي

جاء الرد الهندي صريحاً على التهديدات الأمريكية، حيث وصف وزير الخارجية الهندي إس جايشانكار المنطق الأمريكي بالـ«محير جداً»؛ مشيراً إلى أن الهند ليست أكبر مستورد للنفط الروسي، بينما تستورد دول كبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال الروسي. وأوضح جايشانكار أن الهند تشتري النفط بناءً على عوامل السوق لتلبية احتياجات طاقة شعبها الذي يتجاوز عدد سكانه 1.4 مليار نسمة. وأصدرت وزارة الخارجية الهندية بياناً أكدت فيه أن فرض رسوم إضافية على أفعال دول أخرى وفقاً لمصالحها الوطنية هو تصرف “مؤسف وغير مبرر”.

  • الرسوم الجمركية الأمريكية الأولية المفروضة على الهند: 25%
  • الزيادة المتوقعة في الرسوم بحلول 27 أغسطس: 25% إضافية
  • إجمالي الرسوم المتوقع بعد الزيادة: 50%
التاريخ نسبة الرسوم الجمركية على السلع الهندية
قبل التهديد الأخير 25%
27 أغسطس (المخطط) 50%

تبرز هذه الأزمة بوضوح في ظل استمرار خلافات حول الحرب في أوكرانيا، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن الأموال التي تجنيها روسيا من صفقات النفط عبر الهند تمول النزاع العسكري، مما يزيد العبء على دافعي الضرائب الأمريكيين الذين يقدمون المساعدات لأوكرانيا. أما الهند، فتتمسك بموقفها باعتبار الأمن الطاقي أولوية لا تحتمل المساومة، خاصة مع اعتمادها على النفط الروسي بأسعار تنافسية في الأسواق العالمية. من هنا، يتوقع المحللون تعمق الخلاف بين الجانبين، وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي الرسوم الجمركية المتصاعدة إلى حرب تجارية طويلة الأمد بين القوتين، تؤثر على الاستقرار الاقتصادي والإقليمي في آسيا وجنوبها.