الاتحاد الأوروبي يعيد رسم شراكاته التجارية وسط تحديات عالمية متزايدة مع الولايات المتحدة وأسواق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
تراجع حركة التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وشركائه التقليديين يضع القارة العجوز أمام ضرورة إعادة رسم خريطة شراكاته التجارية دولياً، حيث بات تعزيز التوجه نحو أسواق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية الخيار الأساسي لتعويض الخسائر الناتجة عن انخفاض النشاط التجاري مع بعض الدول الراسخة في العلاقات القديمة.
تعزيز الشراكات التجارية للاتحاد الأوروبي خارج الولايات المتحدة وأهمية الأسواق الجديدة
أكدت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، خلال منتدى اقتصادي عالمي في جنيف، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى تعميق علاقاته التجارية مع شركاء جدد خارج الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أمريكا ستظل شريكاً مهماً، لكن أوروبا يجب أن تنظر إلى توفير سياسات تجارية متوازنة تستفيد من قوة اقتصادها الموجه نحو التصدير.
ولفتت لاغارد إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل تقوية مؤسساته ومرونته الاقتصادية لمواجهة القرارات الأميركية برفع الرسوم الجمركية، خصوصاً أن الاتفاق التجاري بين الجانبين يفرض رسوماً فعلية بين 12 و16 بالمئة على واردات الولايات المتحدة من منطقة اليورو، مع تعرفة أساسية تتجاوز 15 بالمئة في معظم السلع حسب تقارير الصحف الاقتصادية العالمية.
ورغم أن الاتفاقيات الأخيرة ساهمت في تقليل حالة عدم اليقين العالمية، فإنها لم تزل تترك العديد من التحديات في بيئة سياسية متقلبة، حيث ستتأثر توقعات نمو اقتصاد منطقة اليورو بتداعيات هذا الاتفاق في سبتمبر المقبل، وهو ما سيؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي في المرحلة القادمة.
تراجع التجارة مع الولايات المتحدة يدفع الاتحاد الأوروبي لتعزيز الشركاء في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
يرى الخبير الاقتصادي أنور القاسم أن الاتحاد الأوروبي يشهد تراجعاً ملحوظاً في التبادل التجاري مع واشنطن، حيث سجلت صادرات دول الاتحاد الـ27 إلى الولايات المتحدة انخفاضاً مقداره 10% في يونيو مقارنة بالعام الفائت، ليبلغ أدنى مستوياته منذ نهاية 2023، مع تقلص الفائض التجاري من 12.7 مليار يورو إلى 1.8 مليار يورو فقط.
- ينبغي لأوروبا تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول آسيا مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وفيتنام، والهند.
- من الأهمية تعويض السوق الأميركية بأسواق دول أفريقيا وأميركا اللاتينية التي تتيح فرصاً واسعة للنمو.
- زيادة الاستثمارات في الأسواق البديلة مثل الصين وغيرها من دول العالم الثالث ضرورية للحفاظ على قوة الصادرات.
وأشار القاسم إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية ما زالت تثير خلافات عدة وأن أوروبا بإمكانها التوصل لاتفاقات جديدة تراعي مصالحها، مشدداً على ضرورة إبقاء سعر اليورو منخفضاً للحفاظ على تنافسية صادرات الشركات الأوروبية، التي تمثل المحرك الأساسي لتحقيق النمو الاقتصادي في القارة.
تحديات ونواقص سياسة الاتحاد الأوروبي التجارية في مواجهة الضغوط العالمية وأسواق الصين المتنامية
في ظل التباطؤ المتوقع في نمو اقتصاد منطقة اليورو هذا الربع، وفق ما أشارت إليه رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، يبقى الغموض يكتنف حركة التجارة العالمية رغم توقيع اتفاقيات مع الولايات المتحدة تهدف لتخفيف التأثيرات السلبية، خاصة الرسوم الجمركية التي تصل إلى 15% على كثير من السلع الأوروبية.
وبحسب لاغارد، ما تزال هناك حالة من عدم اليقين تكتنف تعرفة قطاعات مهمة مثل الأدوية وأشباه الموصلات، وهو ما يعزز المخاوف بشأن استقرار الاقتصاد الأوروبي على المدى المتوسط، حيث سيبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الحالية دون تغيير لدعم البيئة الاقتصادية.
من جهة أخرى، يبرز محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات متزايدة في تعزيز تبادلاته التجارية، خصوصًا مع دول الجوار، رغم استثماراته ومبادراته العديدة على مدار عقود من الزمن. وأوضح أن الاتحاد لم يستطع مجاراة النمو التجاري الصيني، التي اقتحمت الأسواق عبر مبادرة الحزام والطريق واستثمارات واسعة في البنى التحتية ومشاريع التنمية.
وأضاف أن الاتفاقيات الأوروبية لم تحقق الطموحات المرجوة، إذ فشلت في منافسة النفوذ الصيني المتنامي في أفريقيا والمنطقة العربية، بالإضافة إلى تراجع بعض القوى الأوروبية بسبب تدهور علاقاتها السياسية مع بعض الدول الأفريقية، مما أثر سلباً على حجم التبادل التجاري.
وتعكس هذه المعطيات أن الاتحاد الأوروبي مطالَب بإعادة التفكير في استراتيجيته لتعزيز تبادلاته التجارية ضمن خريطة شراكة متعددة الأطراف، توازن بين الحفاظ على العقود التقليدية والتوسع في الأسواق الناشئة، لا سيما آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، التي تبدو بوابة واعدة للحفاظ على قوة اقتصاده وتنوع مصادره التجارية.
المؤشر | التغيير (2023-2024) |
---|---|
صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة | انخفاض بنسبة 10% |
الفائض التجاري الكلي للاتحاد الأوروبي | تراجع من 12.7 إلى 1.8 مليار يورو |
التعرفة الجمركية الأصلية للسلع الأوروبية بأمريكا | 15% |
استقرار أسعار الذهب اليوم.. وعيار 18 يستقر عند 4037 جنيها بالأسواق
الشهادة الصحية في دقيقة: كيف تجددها بسهولة عبر منصة بلدي من هاتفك؟
«مجوهرات مجانية» موقع استبدال أكواد فري فاير 2025 كيف تحصل عليها بسهولة؟
معايير جديدة.. خطوات مبسطة لتسهيل حصول المواطنين على الدعم في 2025
الكل منتظر.. ليدز يهزم إيفرتون بهدف نيمتشا في الدوري الإنجليزي
«مفاجأة سارة» الدعم السكني 1446 لأصحاب الدخل المنخفض في السعودية كيفية التسجيل والشروط
اختيار مثالي: مقارنة سيتروين C4X وكيا أكسيد 2025 في مصر – المواصفات والأسعار
تردد قناة Spider-Man 2025 الرسمي على النايل سات.. اضبطه الآن لعشاق الأكشن والمغامرات