التراث العالمي.. مخطوطات تمبكتو التاريخية تُعاد إلى موطنها بـمالي بعد سنوات غياب

مخطوطات تمبكتو التاريخية التي أعادتها الحكومة المالية إلى موطنها الأصلي تمثل إرثًا ثقافيًا هائلًا بعد أن أخرجها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة من المدينة الشمالية العريقة قبل أكثر من عشر سنوات، حيث دمّر المتطرفون أكثر من 40 ألف مخطوطة تعود إلى القرن الثالث عشر، إلى جانب تدمير تسعة أضرحة وباب مسجد كانت مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

جهود إنقاذ مخطوطات تمبكتو التاريخية وحمايتها من الدمار

تم إنقاذ أكثر من 27 ألف مخطوطة تاريخية تعود إلى القرن الثالث عشر بفضل تفاني أمناء مكتبة تمبكتو في مالي، الذين حملوا هذه الوثائق الثمينة خارج المدينة المحتلة عبر وسائل متنوعة من أكياس الأرز، وعربات تجرها الحمير، ودراجات نارية، إلى قوارب وسيارات دفع رباعي، وفقًا لوكالة أسوشيتدبرس، مما ساهم في صد هجمات الإرهابيين وحفظ هذا الجهد الثقافي الكبير. يُذكر أن هذه المخطوطات تحوي معلومات ثمينة تستحق الحماية، خاصة مع تعرض حوالي 40 ألف نسخة للتدمير خلال فترة الاحتلال.

عملية إعادة مخطوطات تمبكتو التاريخية إلى المدينة وضرورتها

أعلنت السلطات في مالي عن نقل الدفعة الأولى من مخطوطات تمبكتو التاريخية إلى المدينة جواً من العاصمة باماكو، حيث جاءت هذه الخطوة لحمايتها من مخاطر الرطوبة في باماكو وضمان بيئة مناسبة لحفظها، فتم شحن أكثر من 200 صندوق بوزن إجمالي يقارب 5.5 أطنان، مع ترقب وصول الشحنات المتبقية خلال الأيام القادمة. وتقع تمبكتو على بعد 706 كيلومترات (439 ميلاً) من العاصمة، وسط مناخ جاف يساعد في حفظ المخطوطات، وهو ما كان عاملًا رئيسيًا في دعوات السلطات المحلية والدينية لإعادة الوثائق الثمينة إلى مكانها الصحيح.

أهمية مخطوطات تمبكتو التاريخية ودورها في ترسيخ التراث الثقافي

ترى القيادة المحلية أن استعادة مخطوطات تمبكتو التاريخية تشكّل نقطة محورية تعكس حضارة وتراث المدينة الروحي والفكري؛ إذ أشار دياهارا توري، نائب عمدة المدينة، إلى أهمية هذه الوثائق في الهوية الثقافية لأهل تمبكتو، بينما وصف بلال مهمان تراوري، أحد المسؤولين، ما يجري بأنه “المرحلة الأولى” في رحلة إعادة المخطوطات إلى المدينة. في سياق متصل، التزمت الحكومة العسكرية في فبراير بإتمام عملية إعادة المخطوطات، حيث أكد بوريما كانساي، وزير التعليم العالي المالي، أن هذه المخطوطات تمثل “إرثًا يعبّر عن العظمة الفكرية وملتقى الحضارات”، وهو “جسر بين الماضي والمستقبل”. وأوضح “كانساي” أن مسؤولية الحكومة الآن تتمثل في حماية هذه الكنوز، ورقمنتها، ودراستها، والترويج لها، لضمان استمرار تأثيرها في إنارة مالي وأفريقيا والعالم.

موضوع المخطوطات التغطية الثقافية
الفقه الإسلامي والفقه مصادر قانونية وفكرية
علم الفلك والرياضيات معرفة علمية متطورة
الطب والتاريخ والجغرافيا تاريخ حضاري ومعرفة معمقة

هذه المخطوطات التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، تشهد على ثراء التراث الثقافي لإمبراطوريتي مالي وسونغهاي في غرب إفريقيا، وتعد شاهداً على تلاقح الحضارات والمعرفة التي استمرت لقرون في منطقة تمبكتو.

  • إنقاذ المخطوطات باستخدام وسائل تقليدية متعددة
  • نقل المخطوطات جواً للحفاظ على سلامتها
  • التركيز على حماية وترقية التراث الثقافي
  • التزام رسمي باستكمال إعادة المخطوطات والحفاظ عليها