خسائر متتالية.. الين يتراجع لأدنى سعر له خلال 3 أسابيع نتيجة ارتفاع الفائدة الأمريكية

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل وتأثيره على الين الياباني يشكل محور تحقيقات الأسواق المالية، حيث تواجه العملة اليابانية ارتفاعات متتالية في خسائرها الأسبوعية بالرغم من قفز التضخم الأساسي في اليابان، مما يشير إلى احتمال رفع أسعار الفائدة اليابانية قريبًا. هذه العوامل مجتمعة تضع الين في موقف حرج أمام الدولار.

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر وتأثيرها على الين الياباني

شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا يوم الجمعة في الأسواق الآسيوية، مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، مع تعميق خسائره لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر في سبتمبر المقبل؛ إذ تراجعت نسبة خفض سعر الفائدة من 81% إلى 75% وفقًا لأداة “فيد ووتش” لمجموعة “CME”، مع ارتفاع توقعات الإبقاء على الأسعار دون تغيير من 19% إلى 25%، مما يؤدي إلى ضغط متزايد على الين وسط بيئة اقتصادية أمريكية أقوى من المتوقع.

في سياق متصل، ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة تزيد على 0.2% ليصل إلى سعر 148.69 ين، وهو الأعلى منذ بداية أغسطس، حيث افتتحت جلسة التداول اليوم عند 148.37 ين، وكان أدنى سعر في اليوم 148.24 ين، فيما أنهى الين تعاملات الخميس منخفضًا بنسبة 0.7% بعد صدور بيانات قوية في الولايات المتحدة عززت من الطلب على الدولار باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل استمرار النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الثالث بوتيرة فاقت التوقعات، رغم استمرار القلق من السياسات التجارية الحازمة.

بيانات التضخم الياباني ودلالاتها على رفع أسعار الفائدة في اليابان

على الرغم من انخفاض الين، تبقى ظروف التضخم في اليابان عاملاً محوريًا في رسم توقعات رفع أسعار الفائدة، فقد أظهرت البيانات الصادرة في طوكيو ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 3.1% في يوليو، متجاوزًا تقديرات السوق التي كانت عند 3%، بعد أن سجل 3.3% في يونيو، مما يعكس ضغوطًا تضخمية واضحة على كاهل صانعي السياسة النقدية في البنك المركزي الياباني. هذه التطورات تدعم فرص رفع أسعار الفائدة اليابانية خلال الاجتماع المرتقب في سبتمبر، مع احتمالية رفعها بمقدار ربع نقطة مئوية بنسبة تبلغ 40% في الوقت الحالي.

وتترقب الأسواق تصاعد البيانات الاقتصادية عن مستويات التضخم والبطالة والأجور في الأشهر القادمة لدعم إعادة تسعير توقعات الفائدة، بالإضافة إلى خطاب محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” في منتدى جاكسون هول الاقتصادي السنوي، الذي يتوقع أن يقدم مؤشرات مهمة حول مسار تطبيع السياسة النقدية خلال العام الحالي.

• ارتفاع التضخم الأساسي في اليابان بنسبة 3.1% في يوليو
• تثبيت احتمالات رفع الفائدة اليابانية في سبتمبر عند 40%
• انتظار بيانات البطالة والأجور لتعزيز تحديد الاتجاه النقدي
• كلام محافظ بنك اليابان في جاكسون هول كمحطة مهمة لتحليل السياسات

كما أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 63% من الاقتصاديين يتوقعون رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.75% على الأقل بحلول نهاية العام، مقارنة بـ54% في يوليو، فيما يتوقع 92% منهم بقاء سعر الفائدة دون تغيير حتى نهاية سبتمبر عند 0.50%.

التعاملات الأسبوعية وتأثيرات التحركات النقدية الأمريكية واليابانية على سوق العملات

أغلق الين الياباني الأسبوع بخسارة تصل إلى 1.1% مقابل الدولار، متجهًا نحو تسجيل ثاني أسوأ أداء أسبوعي خلال ثلاثة أسابيع، حيث تكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل يوليو الماضي. جاء ذلك وسط توسع مكاسب الدولار الأمريكي الذي ارتفع مؤشره بنسبة 0.1% يوم الجمعة، مسجلًا أعلى مستوى له خلال الأسبوعين الماضيين عند 98.70 نقطة، معززًا مكانته كأفضل استثمار في سوق العملات الأجنبية.

هذه المكاسب في الدولار جاءت مدفوعة بتسارع عمليات الشراء، مدعومة ببيانات اقتصادية إيجابية عن القطاعات الرئيسية في الولايات المتحدة خلال أغسطس، التي أكدت استمرار نمو الاقتصاد بأداء يفوق التوقعات، مما وجه ضغطًا إضافيًا على الين الياباني.

وفي ضوء هذه التحركات، يظل المستثمرون في حالة ترقب حذرة لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في منتدى جاكسون هول الاقتصادي، والذي من المتوقع أن يعيد تسعير احتمالات السياسة النقدية الأمريكية، إلى جانب مراقبة حديث محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” الذي سيكشف المزيد من الرؤية حول توجهات البنك المركزي الياباني، وتأثيرها على سعر صرف الدولار مقابل الين وارتدادات السوق المرتقبة في المدى القريب.