مسألة أخلاق.. نجيب ساويرس يكشف أسباب ترحمه على عصام العريان وموقفه من جماعة الإخوان المسلمين

رحم نجيب ساويرس القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، مبرزًا أن موقفه من هذه الترَحمة لا يرتبط بأي حسابات سياسية أو انتماءات، بل هو مسألة أخلاقية بحتة تستحق التقدير والاحترام. هذا التصريح أثار الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اختلفت ردود الأفعال بين معارضين ومؤيدين، مما جعل موضوع موقف ساويرس من الإخوان المسلمين حديث الساعة.

ردود الأفعال المتباينة على موقف نجيب ساويرس من الإخوان وعصام العريان

لاقى نجيب ساويرس تفاعلًا واسعًا بعد تدوينته التي عبر فيها عن ترحمه على عصام العريان، إذ اعتبرها البعض تناقضًا مع مواقفه السياسية الصارمة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، بينما رحب آخرون بتمسكه بالجانب الإنساني، معتبرين أن التعاطف مع موت إنسان لا يجب أن يُختزل في صراعات سياسية؛ فقد عاتب البعض ساويرس متسائلين عن موقفه السابق من دعم الانقلاب ومهاجمة الرئيس المنتخب، فأجاب ساويرس بمنتهى الوضوح أن هذه المسألة لا علاقة لها بالخصام أو المواقف السياسية، بل هي مسألة أخلاقية قد تحكم الإنسان في موقف احتقاني كهذا.

تفاصيل تفاعل نجيب ساويرس مع النشطاء حول وفاة عصام العريان وقصة المودة رغم الخلافات

بدأت القصة منذ أن نشر الإعلامي أسامة جاويش خبر وفاة عصام العريان داخل محبسه في 13 أغسطس 2020، حيث عبّر ساويرس عبر حسابه على منصة إكس قائلاً: “الله يرحمه ويحسن إليه خالص تعزيتي لأسرته الكريمة”، مما أثار السخط عند البعض الذين رأوا في ذلك تقريبا انحيازا غير متوقع، خاصة أنه لم يكن ملمًا بالخبر قبل نشره. وعندما لفت بعض المتابعين انتباهه إلى أن الخبر قديم، أوضح ساويرس أنه لم يكن يعلم بذلك مسبقًا، مؤكدًا أن هناك مودة رغم الخلاف في التوجهات والاختلافات السياسية. هذا التصريح رفع سقف الجدل حول شخصيته وعلاقته المعقدة بالإخوان المسلمين رغم خصومته السياسية المعلنة، وبرزت به صورة إنسانية غير مترعة بالصراع السياسي ما بين ساويرس والعريان.

السيرة الذاتية لعصام العريان وتأثيرها على الرأي العام وتفاعل نجيب ساويرس

عصام العريان هو من مواليد 28 أبريل 1954 في مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، شغل منصب مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكان طبيبًا متخصصًا في أمراض الدم والتحاليل الطبية بعد تخرجه من كلية الطب في القصر العيني بتقدير جيد جدًا، كما نال ماجستير في الباثولوجيا الإكلينيكية وسجل رسالة دكتوراه لم يتمكن من إكمالها بسبب الاعتقالات المتكررة التي تعرض لها؛ فضلاً عن حصوله على ليسانس الحقوق وآداب التاريخ وشريعة وقانون من جامعات مختلفة وهي جامعة القاهرة وجامعة الأزهر، إضافة إلى إجازة في علوم التجويد. كان متزوجًا وله أربعة أبناء وخمسة أحفاد، وهذا الجانب الإنساني أغرقه في تعاطف البعض، خاصة بعد تأكيد نجيب ساويرس أن بينهما مودة رغم الخلاف في التوجهات.

يتجلى في موقف نجيب ساويرس من ترحمه على عصام العريان قدرة على الفصل بين المواقف السياسية والمبادئ الإنسانية والاجتماعية، حيث أثبت أنه رغم خلافاته السياسية الواضحة مع الإخوان المسلمين، إلا أنه يحتفظ بشعور إنساني عميق تجاه الأشخاص، مما يعكس جوانب متناقضة ومعقدة في شخصيته العامة، كما أنه دائمًا ما يشعل النقاش بحركاته وتغريداته التي لا تخلو من مفاجأة في المشهد السياسي والإعلامي المصري. من هنا، تتواصل تلك النقاشات الحية التي تعكس تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي في مصر وتتعدد فيها الآراء حول تصرفات ساويرس بين مؤيد ينتقد السياسة ولكنه يحترم الإنسان، ومعارض يرى في موقفه تراجعًا أو تناقضًا.