ثبات مستمر.. الريال اليمني يحقق سعرًا مفاجئًا في عدن للأسبوع الثالث على التوالي

الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الأجنبية للأسبوع الثالث على التوالي، مدعوماً بالإجراءات الحكومية الرامية إلى وقف تدهور قيمته، في ظل تقلبات اقتصادية محلية ودولية. يُبرز هذا الاستقرار الفارق الكبير بأسعار الصرف بين المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، مما يعكس الانقسام الاقتصادي في اليمن وسياساته النقدية المتباينة.

تفاصيل أسعار صرف الريال اليمني أمام الدولار والريال السعودي في عدن

في عدن، سجل الريال اليمني استقراراً ملحوظاً مقابل الدولار الأمريكي والريال السعودي، وفقاً لبيانات الصرف ليوم الخميس 21 أغسطس 2025، حيث بلغ سعر شراء الدولار 1617 ريالاً، بينما وصل سعر البيع إلى 1632 ريالاً، في حين حافظ الريال السعودي على أسعاره عند 425 ريالاً للشراء و428 ريالاً للبيع؛ ما يعكس نجاح الإجراءات الحكومية في تعزيز ثقة السوق بالريال اليمني واستقراره أمام العملات الأجنبية، ويشير ذلك إلى قدرة الحكومة على ضبط سعر الصرف بشكل نسبي رغم التحديات الاقتصادية.

الاختلاف الكبير في أسعار صرف الريال اليمني بين صنعاء وعدن

في صنعاء، شهدت أسعار صرف الريال اليمني تبايناً واضحاً مقارنة بعدن، حيث تداول الدولار الأمريكي عند 535 ريالاً للشراء، و540 ريالاً للبيع، فيما استقر الريال السعودي عند 140 ريالاً للشراء و140.5 ريال للبيع؛ وهو ما يعكس الانقسام الاقتصادي الذي يعاني منه اليمن، حيث تتبع المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين سياسات نقدية منفصلة عن الحكومة المعترف بها دولياً، ما يؤثر سلباً على استقرار الريال اليمني ويزيد من الصعوبات المالية للمواطنين والتجار في تلك المناطق.

أسباب استمرار استقرار الريال اليمني في ظل الانقسام الاقتصادي والسياسي

يرجع استمرار استقرار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، خصوصاً في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، إلى مجموعة من الإجراءات الحكومية المدروسة، والتي تشمل:

• مراقبة شديدة لسوق الصرف لضبط عمليات المضاربة وتحقيق التوازن.
• تنظيم السيولة النقدية من خلال البنوك المركزية والقطاع المصرفي.
• تفعيل الرقابة الجمركية والحد من التهريب الذي يؤثر على تدفق العملة الأجنبية.
• تعزيز الثقة بالمؤسسات المالية عبر تحسين الشفافية وتوحيد السياسات الاقتصادية.

هذه العوامل مجتمعة ساعدت على تحقيق استقرار نسبي في قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، رغم التحديات الإقليمية والصراعات الداخلية التي تتفاقم بفعل الانقسام السياسي والاقتصادي.

يبقى استقرار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية بارقة أمل في ظل الاقتصاد المنقسم، ويعكس درجة من السيطرة الحكومية على سوق الصرف في المناطق الخاضعة لها، بينما تستمر التحديات في بقية المناطق، مما يدعو إلى ضرورة توحيد السياسات الاقتصادية لتحقيق استقرار شامل يدعم الاقتصاد الوطني ويحسن حياة المواطنين في مختلف المحافظات.