تحذير صارم.. دار الإفتاء الليبية تصدر فتوى بشأن اللحوم المستوردة وتداعياتها الصحية

الفتوى التي أصدرتها دار الإفتاء الليبية بشأن اللحوم المستوردة من الدول غير الإسلامية تؤكد على تحريم تناول هذه اللحوم، معتبرةً إياها ميتة شرعًا حتى وإن وُصفت بـ”حلال مذبوح على الطريقة الإسلامية”؛ حيث اعتُبرت هذه العبارة دعاية تجارية لا تستند إلى تحقق شرعي حقيقي.

دار الإفتاء الليبية تحذر من اللحوم المستوردة غير المطابقة للشريعة الإسلامية

شددت دار الإفتاء الليبية على عدم جواز تناول اللحوم المستوردة من دول غير إسلامية، مؤكدة أنها تندرج ضمن اللحوم الميتة شرعًا؛ لأن غالبية المجازر في هذه الدول لا تراعي شروط الذبح الشرعي، إذ تعتمد وسائل مثل الخنق، الصعق الكهربائي، أو الطعن المباشر دون ذبح بالمعنى الشرعي الصحيح، مما يُبطل الذبح ويجعل اللحم محرّمًا. وأوضحت الفتوى أن العبارة التي تحمل إشارة “حلال مذبوح على الطريقة الإسلامية” تُستخدم كوسيلة تسويقية فقط، بدون وجود تحقق ديني يضمن مطابقة الذبح للضوابط الشرعية.

الأدلة الشرعية وسبب تحريم اللحوم المستوردة بحسب دار الإفتاء الليبية

أشارت دار الإفتاء إلى أن الذبح الشرعي يشترط أن يتم على يد شخص ثابت عليه كونه من أهل الكتاب، وهذا الشرط غالبًا لا يتحقق في اللحوم المستوردة لأن الذبح يتم بواسطة غير المتدينين أو حتى الملحدين، مما يُسقط شرط الإباحة الشرعية تلقائيًا. تم التأكيد على أن ما يتم من ذبح في المجازر غير الإسلامية لا يُعد ذبحًا شرعيًا، بل مجرد قتل بوسائل غير مقبولة شرعًا، وهذا بدوره يجعل اللحم حرامًا وغير جائز للمسلم تناوله. تأتي هذه التحذيرات في ظل تدفق كميات متزايدة من اللحوم المستوردة وخاصة من دول مثل البرازيل، والتي خضعت للعديد من التحقيقات من لجان ليبية متخصصة للتأكد من مدى مطابقتها للشروط الشرعية.

تعزيز حماية المستهلك الليبي من اللحوم المستوردة المخالفة للشريعة الإسلامية

في إطار حرص دار الإفتاء الليبية على سلامة وصحة المستهلك، جاءت الفتوى للتحذير من تناول اللحوم المستوردة التي قد تكون مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يعكس اهتمام المؤسسة الدينية بحماية المجتمع. وبينت الفتوى عدة عوامل تبرز الخطر الذي يترتب على استهلاك هذه اللحوم، أهمها:

  • عدم مطابقة طرق الذبح للضوابط الشرعية مثل الخنق والصعق الكهربائي أو الطعن المباشر
  • عدم وجود ضمانات أن يتم الذبح بواسطة أشخاص من أهل الكتاب
  • انتشار دعاية تجارية مضللة تدعي أن اللحوم مستوفية للشروط الشرعية دون تحقق

كما خضعت عمليات استيراد اللحوم من دول معينة، كمثال البرازيل، لتحقيقات مكثفة من قبل لجنة ليبية مختصة بهدف فحص مدى الالتزام بالضوابط الشرعية وسلامة هذه اللحوم للاستهلاك.

الدولة المصدر الوضع الشرعي للذبح
البرازيل خضوع للتحقيق بسبب عدم الالتزام الكامل بالذبح الشرعي
دول غير إسلامية أخرى عدم الالتزام بمعايير الذبح الشرعي وطرق قتل غير مقبولة شرعًا

تسعى دار الإفتاء من خلال هذه الفتوى إلى توعية المستهلكين في ليبيا بضرورة الحذر من تناول اللحوم المستوردة التي قد تحمل وصف “حلال”، دون تحقق فعلي من شرعية الذبح، وتدعو إلى الالتزام بشراء اللحوم من مصادر موثوقة تلتزم بالضوابط الشرعية لضمان صحتها وحلاليتها. هذا التأكيد يأتي تعزيزًا لمبدأ حماية المجتمع المسلم ورفع مستوى الوعي الشرعي لدى المواطنين في مواجهة المغالطات التجارية المتعلقة باللحوم المستوردة.